Translate

الخميس، 5 سبتمبر 2013


          الموقف الرسمي للحزب الوطني للعدالة والدستور

         من الهجوم الدولي المرتقب على قوات نظام الأسد


       تتسمر أنظار العالم في هذه اللحظات حول حركة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية واقتراب لحظة هجومها الوشيك على مواقع تمركز قوات نظام الأسد، ولربما بؤر استراتيجية اخرى للنظام أو غيره قد تقررها الولايات المتحدة وحلفاؤها.
ورغم ضبابية النوايا الدولية والتشكك في صدق ومصداقية إرادتهم في معاقبة نظام الإجرام الأسدي، فان سؤالاً كبيراً يرتسم في الأفق حول مشروعية تدخل دولي عسكري سوآءاً كان بإرادة أمريكية منفردة، أم بمبادرة دولية ذات غطاء دولي شرعي يحوذ على مصادقة من مجلس الامن.
إن أول المعنيين بالأمر لتقييم لحظة قد تكون مفصلية في تاريخ سوريا، هم أبناء ثورتها والطامحين إلى تغيير حقيقي وهم من دفع دماءاً وارواحاً وعمراناً ثمناً لحلم بناء دولة المواطنة والكرامة، إضافة إلى كل من حمل شيئا من عبئ مؤازرة الثورة وقاد حراكاً أو شارك فيه في سوريا أم في خارجها.
إنها مهمة صعبة ملقاة على عاتق ضمائر السوريين الذين نبذوا نظام الطغيان المستبد، وطمحوا إلى حياة كريمة وغد أكثر اشراقاً. وخاصة إن أي ضريبة ستدفع ثمناً لهذا ستكون على  كاهل شعب سوريا ودولته ( وليس نظامه) فالنظام السوري لا يملك شيئا ليخسره، فكل ادعاء ملكية له تعود أصوله للدولة السورية وشعبها التي تم السطو عليهما عنوة من قبل عصابة الأسد، ومؤخراً حلفاءه الدوليين.

من المناط بتقدير الموقف وتقييم احقية الهجوم على النظام من عدمه، واستحقاقاته؟
رغم كل ما بذله النظام في الاربعين عام الماضية خلال احتلاله لمكونات الشعب السوري، من محاولة التماهي في الدولة والمجتمع ومن ثم إحلال صبغته عليهما لتبدو سوريا والأسد شيئا واحدا، بائت في الفشل، ففي لحظة انتفاضة شعبنا تم الإعلان وبفرادة تاريخية عن حالة انفصام عن الحالة الأسدية، فالشعب السوري هو المالك الحقيقي لمكونات الدولة وممتلكاتها من جيش وعتاد وبنى فوقية وتحتية، رغم أن معظمها في حكم المنهوب والمسلوب من قبل عصابة الاسد وحلفائه، كما أن الثورة وأبناءها هم القيمين الحقيقيين على تلك الممتلكات والمكونات، فهم من يدفع الثمن الأكبر لتحرير ملكيتها وإعادة الاستحواذ عليها من قبل ملاكها الأصليين.
كما هم القيمين على تقييم وتقدير الخسائر والأرباح من عملية عسكرية ستنال في الدرجة الاولى من مقدرات القتل والتدمير عند نظام انتهج القتل والتدمير، كما أنها قد تنال على السواء  من بنية يمتلكها شعب سورية وإن كانت مغتصبة.

من يحمل استحقاق المثول أمام محكمة للتاريخ؟
ان استحواذ النظام على مقدرات الشعب السوري من بنى عسكرية وعمرانية واقتصادية واستخدامها في حرب قل نظير إجرامها في التاريخ وسوقه للأحداث لكي تصل الى ذروة مقاله (الاسد أو نحرق البلد) يضع النظام نفسه أمام محكمة التاريخ بتهمة التفريط في السيادة الوطنية، فأي هجوم دولي وأي خسائر مترتبة عليه سوآءاً على المستوى المادي وفي الأرواح، أو  في السيادة، فإن مسؤوليتها  تقع على عاتق عصابة السلطة الاسدية وحلفاء المحور، الذين أصروا عن سابق إصرار وترصد، الإمعان في استعداء الشعب السوري عبر الضرب بعرض الحائط بكرامته وأرواح أبناءه وممتلكاتهم.
إن من قام بقصف شعبه بالسلاح الكيماوي لعديد من المرات، وليس أقله قصف المدن والقرى بالبراميل المتفجرة والصواريخ الطويلة المدى، وعمل الفظائع التي يندي لها جبين البشرية كلها، من حرق واغتصاب وقتل وتدمير، وتقطيع أوصال الوطن في نية واضحة لتقسيمه، لهو المتهم الأول والوحيد في كل النتائج المترتبة عن ذاك الفعل.
فهو الذي استجر دول الشر من روسيا وإيران وعملائهم من أحزاب الأساطير التاريخية في اللبنان والعراق وغيرهم، لينكلوا في شعب سوريا تحت عناوين قرن أوسطية.
كما أنه ونتيجة لحماقته وحماقة حلفاءه وغلوائهم، قد يستجر العالم لضرب ألته الحربية، فتصيب من تصيب من حق وباطل.
لم يعد أمام الشعب السوري وثورته الكثير مما يخسر، فقد قاد النظام وحلفاءه، الوطن السوري ليدفع أفدح الخسائر ويدفع أبلغ الضرائب. وأن ما تبقى من ثمن افتراضي سيدفع، يقع عاتق سداده على نظام القتل ومن والاه، وعلى نظام دولي تأمر على شعب سورية قبل أن يتأمر على عصابته كما يدعي مريدوه.

هل مصير ثورة الشعب السوري وإرادته في تحقيق غاياته لصيقا بإرادة المجتمع الدولي أو بتدخل عسكري مرتقب؟
ها قد مر على عمر الثورة عامان ونيف دون حليف يعتد به سوى حالة من الإيمان والفداء يندر ظهورها إلا في أساطير الملاحم التاريخية الكبرى, ولطالما نالت ثورة شعبنا من الوعود الزائفة ومن ثم خيبات الأمل المريرة ما هو كفيل بقصم ظهرها، لولا تلك الحالة الإيمانية العميقة التي جعلت من كل السموم التي أذيقت لها ترياقا زاد من مناعتها ومتن من عودها.
إن للمجتمع الدولي غاياته الخاصة التي قد تلتقي مع مصلحة ثورتنا أو تفترق، فهذا أمر نسلم به في واقعية عقلانية، يحكمها فهم لسيرورة العلاقات بين الدول والشعوب.
ورغم تطلعنا نحو نهاية لتلك الحرب بنهاية نظام الأسد، لبدء معركة اخرى أشد ضراوة وهي معركة بناء ما هدم خلال اربعين عاما، ورغم إدراكنا أن حرباً مرتقبة من مجتمع دولي ضد ألة النظام الحربية قد تسارع في  توالي الأحداث ومسيرة التاريخ.
فأننا نعلن أن أي مسؤولية أمام التاريخ تترتب على هجوم دولي على ألة حرب عصابات الأسد وحلفاءه، يتحمل وزرها نظام الأسد وحلفاءه  وحدهم، فهم من وضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته أو أمام أجنداته، عندما انتهكوا أبسط الحقوق التي يحق لشعب سوريا التمتع بها.
كما أننا نعلن أن ثورة شعبنا ماضية نحو مآلها المحتوم بالنصر، ومن ثم إعادة البناء، وذلك بحرب يخوضها العالم ضد نظام القتل وعصاباته، أم بتقاعس دولي اعتدنا عليه ودأب العالم عليه ايضا.

المجد والخلود لشهداء ثورة الحرية والكرامة
النصر لثورة شعبنا العظيم
المكتب السياسي لحزب العدالة والدستور.

 2014/08/26