Translate

الأحد، 14 ديسمبر 2014

                        بيان الحزب الوطني للعدالة والدستور
              بمناسبة استشهاد الوزير الفلسطيني زياد أبو عين


شهد يوم أمس (10 – 12 – 2014) اعتداءً إسرائيلياً آثماً طال حياة الوزير الفلسطيني زياد أبو عين رئيس هيئة ومقاومة الجدار والاستيطان، وذلك خلال قيام المرحوم بمظاهرة برفقة نشطاء فلسطينيين تضمنت زراعة أشجار زيتون تعبيراً عن رفضهم للاستيطان الإسرائيلي.

لم يكن هذا الاعتداء الإسرائيلي على الشهيد زياد أبو عين سمة جديدة على النهج الإسرائيلي الذي تأسس على تاريخ طويل من الإجرام، حيث إن قتل المواطنين أصحاب الأرض والاعتداء على ممتلكاتهم هو الشرعية التي تستمد اسرائيل منها وجودها.
إن الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) إذ يدين بشدّة هذا العدوان الوحشي والآثم على حياة الشهيد أبو عين ويعدّه عملاً إجرامياً يستوجب أقصى درجات المساءلة والعقاب القانوني، فإنه في الوقت ذاته يهيب بالمجتمع الدولي والقوى الدولية الفاعلة وكافة الهيئات القانونية والحقوقية والإنسانية العالمية أن تتحمّل مسؤولياتها حيال ما تمارسه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني من انتهاك مستمر للحقوق واعتداء على الكرامة إذ إنه ليس من المنطقي على الإطلاق أن تتبنى الدول العظمى شعار مكافحة الإرهاب وتسعى لحشد الجيوش والطائرات تحقيقاً لهذا المسعى، وفي الوقت ذاته تسكت بل تتستّر على ما تقوم به اسرائيل من جرائم بحق أهل فلسطين كما أن سكوت المجتمع الدولي والمنظمات القانونية والإنسانية عن هذه الجريمة سوف يفقد المجتمع الدولي مصداقيته ليس أمام العرب والمسلمين فحسب، بل أمام العالم أجمع.

الرحمة والجنة لروح الشهيد زياد أبو عين وجميع شهداء فلسطين
والحرية لكل الأسرى والمعتقلين.

الحزب الوطني للعدالة والدستور

2014/12/11

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

بيان الحزب  الوطني للعدالة والدستور حول
المختطفين من مدينة دوما


أيام قليلة تفصلنا عن مرور سنة كاملة على اختطاف الناشطين السوريين:
 السيدة رزان زيتونة الناشطة الحقوقية، وزوجها السيد وائل حمادة، والسيدة سميرة الخليل المعتقلة السياسية لمدة أربع سنوات في سجون نظام الأسد (1987 – 1991) وزوجة المناضل والكاتب ياسين الحاج صالح، والسيد ناظم حمادي الناشط السياسي والحقوقي.
الذين تم اختطافهم من مدينة دوما في الغوطة الشرقية بدمشق بتاريخ (9 – 12 – 2013 )وهم في غمرة نضالهم الوطني من خلال عملهم التوثيقي لانتهاكات حقوق الإنسان وكذلك عملهم في المجال الإغاثي العام.
وإنها لمن المفارقات المؤلمة أن يكون اختطاف هؤلاء من أرض محررة جاؤوا إليها لتكون ملاذاً آمناً لهم، ويكون أهلها حاضنة حميمية لناشطين وطنيين لم يكن نضالهم ضدّ نظام الأسد قد بدأ بحلول آذار 2011، بل يمتدّ تاريخهم النضالي إلى ما قبل ذلك بسنوات.
وهذا ما يدعونا للاعتقاد بأن الاعتداء على هؤلاء أو تغييبهم هو اغتيال حقيقي للأصوات المخلصة والوجوه الناصعة في الثورة السورية.
إننا – في الحزب الوطني للعدالة والدستور، إذ نعلن تضامننا الكلي ودفاعنا عن إخوتنا المختطفين فإننا بذلك نؤكد انحيازنا وتمسكنا بثوابت الحق والعدل والحرية والكرامة والتي تجسد بمجملها الأساس القيمي للثورة السورية، كما أننا في الوقت ذاته نؤكد وبقوة على مناهضتنا بكافة الوسائل لقوى التطرف والظلام والإرهاب التي تخللت صفوف الثورة السورية وحاولت فرض أجنداتها الظلامية التي لم تخدم سوى نظام الأسد وأحلافه.
ولئن كانت الذكرى الأولى لغياب الناشطين الأربعة هي مبعث حزن واستنكار لدى كل الشرفاء السوريين، فإننا في الحزب نريدها أن تكون مناسبة لتوحيد الكلمة والصوت لدى كافة القوى الوطنية في سوريا من أجل العمل وبقوة للإفراج عنهم وعن كافة المعتقلين السوريين سواء من سجون نظام الأسد أو سجون قوى التطرف والظلام، كما أننا بهذه المناسبة نتوجه بالدعوة إلى كافة القوى والأحزاب والتيارات السياسية الوطنية في سوريا للالتقاء على ميثاق شرف يلزم الجميع بالعمل ضدّ أي نوع من أنواع الاختطاف أو التغييب أو الاعتقال لأي مواطن سوري بطريقة غير قانونية، وذلك حرصاً على كرامة الإنسان، وتعزيزاً لقدسية العدالة.
الرحمة لشهداء الثورة السورية، والحرية للمعتقلين الأحرار.
الحزب الوطني للعدالة والدستور.

4 – 12 - 2014

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

ما الجديد في التنسيق الأمريكي الإيراني؟

وجهة نظر


أثارت التصريحات الأمريكية الأخيرة على أثر قيام الطائرات الإيرانية بقصف مواقع قيل أنها ل (داعش) في محافظة (ديالى) العراقية الكثير من الجدل في الأوساط السياسية إقليمياً ودولياً
ولعل بواعث هذا الجدل ومجمل التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في تعاطيهما مع قضايا المنطقة إنما يعود لأمرين:
أولاً: الرفض الأمريكي المعلن لأي شراكة سياسية أو عسكرية مع إيران حول موضوع مواجهة الإرهاب في العراق وسوريا، وكذلك عدم قبول أمريكا (ظاهريا) بالربط بين الملف السوري والمشروع النووي الإيراني.
ثانياً: التناقضات القائمة داخل الموقف الأمريكي ذاته، ففي حين أكد البيت الأبيض عدم وجود أي شكل من أشكال التنسيق العسكري مع إيران في مواجهة داعش، وذلك إثر قيام سلاح الجو الإيراني بتنفيذ ضربات على مواقع تابعة للتنظيم، فإن وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) سرعان ما أبدى ترحيبه بهذه الضربات.
وواقع الحال، ما يراه الكثيرون من غموض أو ارتباك في طبيعة العلاقة بين إيران وأمريكا هو نوع من الاستراتيجية المرسومة والمعتمدة لدى الطرفين، وقد بدأت تظهر ملامحها منذ العام 2003 ، مع بداية الاحتلال الأمريكي للعراق، وقبل ذلك احتلال أمريكا لأفغانستان، إذ لم تخف إيران ذلك في حينه عندما أشار علي أكبر ولايتي وزير خارجية إيران إلى عدم قدرة أمريكا على احتلال العراق وأفغانستان لولا مساعدة إيران، وبالطبع قد تم ذلك لقاء سماح أمريكا بإطلاق يد إيران في العراق، ولعل الجميع بات يدرك أن شؤون العراق منذ الاحتلال وحتى الآن تُدار من طهران التي هي مركز القرار. ويمكن الذهاب أيضا إلى أن التدخل الإيراني في الشأن السوري ودعم نظام الأسد بكافة الأشكال والوسائل هو نوع من التنسيق المسكوت عنه أو غير المعلن بين إيران وأمريكا وذلك بعد التزام إيران بعدم تحريك ذراعها في لبنان (حزب الله) وبذلك لم يعد يؤرق إسرائيل أمنياً.
لقد باتت الولايات المتحدة تدرك أن نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط أصبح أمراً واقعاً، ذلك أن إيران لا تخفي رغبتها في الهيمنة والتوسع وربما إرضاخ المنطقة بمجملها تحت هيمنتها، فهي تتواجد بقوة في كل من (اليمن – سوريا – لبنان- العراق) كما تدرك الولايات المتحدة أن مقاومتها للتمدّد الإيراني في موازاة مواجهتها لما تسمّيه (التطرف السني) يبدو أمرا في غاية التعقيد، وهذا – ربما – يدعوها لاتباع استراتيجية جديدة حيال إيران، تفضل إدارة أوباما الحالية ألا تكون معلنة، بل يمكن تسميتها باستراتيجية (غضّ الطرف) وذلك حرصاً من الولايات المتحدة على عدم إثارة حساسية حلفائها الدوليين في مواجهة داعش، وكذلك حلفائها الإقليميين وخاصة دول الخليج.

المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور
02/12/2014

السبت، 29 نوفمبر 2014

مبادرة دي ميستوارا: التصورات والوقائع
وجهة نظر

لعلّ الإلحاح على تأويل مالا يُؤوَّل يؤدي بالمرء أحياناً إلى استنتاجات لا قرائن مادية لها في الواقع المحسوس، وأعني بذلك ما قيل ويقال في المبادرة التي حملها السيد ستيفان دي مستورا مكلّفاً من الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون.
جدير بالذكر أن ميستورا نفسه لم يكشف النقاب عن فحوى هذه المبادرة سوى انه ذكر بأن مبادرته تهدف إلى وقف القتال في مدينة حلب، كما أشار إلى أنه التقى برأس النظام في دمشق وأن بشار الأسد أولى أهمية لما حمله ميستورا ووعد بدراسة هذه المبادرة، في حين أن ممثلين عن القوى العسكرية الموجودة على الأرض في مدينة حلب قرنوا موافقتهم على المبادرة بعدة شروط على رأسها رحيل الأسد من السلطة، وربما صدرت عن ميستورا تصريحات هنا وهناك ولكن أيّاً منها لا يكشف عن جوهر هذه المبادرة من حيث الوسائل والآليات والأهداف.
وإن كان ثمة ما يبنى عليه من تحليلات في هذا الأمر فإنني أرى أنه ينبغي الوقوف عند ما هو واضح وجلي قبل المضي نحو ما هو مضمر ومؤوَّل، لقد كان ميستورا صريحاً للغاية عندما حدّد الأسباب التي دفعته إلى المنطقة، إذ حدّدها بسببين:
1 – ما يجري في سوريا هو حرب أهلية، وصلت إلى درجة عالية من العنف، وربما بمقدور هذه المبادرة أن تعمل على وقف القتال في بعض الأماكن والبلدات، ولتكن مدينة حلب أولا.
2 – إن وجود تنظيم داعش في مساحات واسعة من سوريا من شأنه أن يشكل خطراً مشتركاً على النظام وعلى المعارضة معاً، ومن شأن هذا الخطر المشترك أيضاً أن يسهم في تقريب وجهات النظر أو أن يخلق مناخاً ملائماً للتفاوض بين النظام والمعارضة.
ولعلّ انطلاق دي ميستورا من هذين التصورين واعتبارهما حقيقتين واقعيتين من شأنه أن يصطدم بقناعات راسخة لدى الثوار السوريين تفصح عن تباين كبير في تشخيص ما يجري على الأرض السورية، ذلك أن ما يجري في سوريا هو ثورة شعبية ضدّ نظام مستبد وليس حرباً أهلية، وقبول السوريين بمبادرات جزئية أو محلية لا ينسجم مع تطلعاتهم الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للقضية السورية. ثمّ إن الإقرار بتوصيف ميستورا لحقيقة المشكلة السورية لا يضيف إلى ما أراد النظام تعزيزه في قناعة المجتمع الدولي منذ الطور السلمي للثورة، أي منذ الأشهر الأربعة الأولى، على لسان بثينة شعبان، حين أشارت إلى أن سوريا تشهد حرباً أهلية بسبب وجود إرهابيين ودعت المجتمع الدولي للتضامن مع النظام ضد الإرهاب على حدّ قولها. وكذلك اعتبار تنظيم داعش خطراً مشتركاً على النظام والمعارضة بآن معاً هو تصوّر تنقضه الوقائع، بل ما يمكن تأكيده هو أن وجود داعش وتقاطع المصالح بينها وبين نظام الأسد هو ما يشكل خطراً مزدوجاً على المعارضة السورية، فلولا احتلال داعش لمساحات واسعة من المناطق المحررة بالأصل وكذلك استنزافها للجيش الحر من خلال المواجهات الدامية المستمرة لما تمكن نظام الأسد من إحراز أي تقدم عل الأرض، وما أمكن له أيضاً الاقتراب من المشارف الشرقية والشمالية لمدينة حلب.
وواقع الحال، أنْ لا غرابة من ترحيب النظام بهكذا مبادرة، ولو من حيث الشكل فقط، فهي تتيح له على الأقل فرصة لمحاورة المجتمع الدولي، مما يعني إعادة شرعنة النظام، كما تتيح له المزيد من الوقت للاستمرار في ذبح الشعب السوري، كما يمكن أن تكون أيضاً منفذاً لنظام الأسد للالتفاف على مبادئ جنيف 1 – التي يرى فيها الجميع حلا مناسبا للقضية السورية.
ربما لدى السيد دي ميستورا ما لم يقله بعد، ولكن أعتقد أن نظام الأسد قال كل ما لديه، كما أعتقد أن السوريين يدركون تماماً أن نظام الأسد مازال يراهن على أمرين اثنين:
1 – آلة القتل التي بحوزته، وهو بذلك يؤكد على تمسكه بالحل الأمني الذي لا يملك سواه.
2 – شيوع المزيد من التطرف وازدياد العنف ليؤكد للمجتمع الدولي أنه هو الطرف الي يقاوم الإرهاب في سوريا.
والأهم من ذلك كله أن ثقة السوريين بقدرة النظام على أي مبادرة لاجتراح حل سياسي في سوريا هي معدومة تماما، بسبب المجازر المستمرة التي لم تتوقف في كل الظروف، وإذا كان دي ميستورا يعوّل على مبادرته فليبدأ بإقناع الأسد أولاً على وقف القتل والتدمير والإجرام بحق السكان المدنيين، ثم يتحدث بعد ذلك عن حلول سياسية للأزمة.

المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور


الأحد، 16 نوفمبر 2014

الحزب الوطني للعدالة والدستور
تعريف 

حزب (وطني): ماذا يعني ذلك؟
تتجاوز دلالة اللفظ (وطني) التخوم المعجمية للمعنى العام لتكتسي معاني أخرى، وذلك نتيجة (التطور الدلالي) للألفاظ، وفقاً لأهل اللغة والبلاغة، وتشير المعاجم العربية الحديثة إلى أن (الوطنية) تعني حب الوطن وما ينشأ عن ذلك من مشاعر عاطفية، كما تعني لفظة (موطن) المكان أو المشهد من الحرب، قال تعالى: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) إلاّ أن معنى (وطن) أخذ ينحو باتجاه حقول دلالية أخرى بسبب الحواضن الثقافية والفكرية التي تفاعل داخلها.
إننا في حزب (وعد) إذ أردنا أن يكون حزبنا حزباً وطنياً، فإننا نعني بالوطنية معناها العام الذي يمتد إلى الدلالة العالمية المعاصرة، والذي يتجسد في مفهوم ( المواطنة) الذي يختزل في داخله مختلف الانتماءات في المجتمع، وتنصهر فيه جميع الولاءات لصالح الوطن، كما أنه يتضمن مجمل المعايير التي تحدّد ما للأفراد وما عليهم من حقوق وواجبات.
إن إيمان حزب (وعد) بمفهوم (المواطنة) واعتباره من الثوابت التي يناضل من أجلها ويحرص على تحقيقها في سورية الجديدة هو إيمان في الوقت ذاته بجميع المبادئ التي تنطوي تحت هذا المفهوم ونحدّدها بما يلي:
1 – إحترام الآخر وحريته.
2 – الإقرار بتنوع الثقافات واحترامها.
3 – الإقرار بتعدّد الديانات واحترامها.
4 – الاعتراف بالتنوع الإيديولوجي والسياسي.
5 – أحقية التنوع الاقتصادي.
6 – المساهمة في السلم العالمي.
ولسنا بحاجة إلى التأكيد على أن المنعطفات السياسية والعسكرية التي تواجهها الثورة السورية هي صعبة ومتشعبة، وما يزيد في صعوبتها استفحال العنف المسلّح، وشيوع التطرف الديني الذي بات يشكل مناخاً ملائماً لاستنبات الأوبئة السياسية والمجتمعية كالطائفية والمذهبية والتعصب العرقي، الأمر الذي يجعل تأكيدنا على الإيمان والتمسك بمبدأ (المواطنة) ضرورة ملحة ينبغي التأكيد عليها باستمرار.
إننا نتطلع إلى بناء دولة لكل السوريين، لا امتياز فيها ولا انتقاص لأحد، على أساس العرق أو الدين أو المذهب أو الطائفة.


المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور
16 – 11 – 2014



السبت، 8 نوفمبر 2014


                     بيان الحزب الوطني للعدالة والدستور
                           حول إستقالة رئيس الحزب

بناء على الاستقالة التي تقدم بها سعادة الدكتور محمد حكمت وليد من رئاسة الحزب بسبب ترشيحه لمنصب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، واستناداً إلى النظام الداخلي للحزب، فقد قرر المجلس التنفيذي في الحزب قبول الاستقالة من رئاسة الحزب ومن عضوية المجلس التنفيذي.
وبمقتضاه وحسب النظام الأساسي للحزب فإن الأستاذ نبيل قسيس نائب رئيس الحزب سيقوم بمهمات الرئيس حتى انتخاب رئيس للحزب،
 وبهذه المناسبة فقد أعرب المجلس عن تمنياته للدكتور محمد وليد بالتوفيق في منصبه الجديد، مع تمنياته للأستاذ نبيل قسيس بالتوفيق في مهماته الجديدة.

المجلس التنفيذي للحزب الوطني للعدالة والدستور.
07/11/2014



الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

                     بيان الحزب الوطني للعدالة والدستور
                          بشأن فوز حزب نداء تونس

كما كانت الشقيقة تونس حاضنة لانطلاقة ثورات الربيع العربي، فإنها تعود اليوم أيضاً لتكون حاضنةً لأولى الثمار الطيبة التي أينعت في ربيع تلك الثورات، وذلك من خلال الحراك السياسي الناضج والفعّال الذي ساهمت فيه القوى السياسية التونسية.
إن انتصار الثورة التونسية من خلال تكاتف جهود شعبها الأبي مُمَثلاً بقواه السياسية، وقدرتهم على الوصول إلى توافق على الاحتكام إلى قواعد العمل الديمقراطي الذي يلبي تطلعات وطموحات الشعب التونسي يُعدّ تجسيداً حضارياً طيبا ليس للتونسيين فحسب، بل لكل الشعوب الثائرة التي تتطلع إلى الحرية والمساواة.
إننا في الحزب الوطني للعدالة والدستور(وعد) إذ نتقدّم إلى الشعب التونسي الشقيق بأحرّ التهاني على إنجازه العظيم الذي تمثل بالانتخابات التي استطاع بموجبها حزب (نداء تونس) الفوز برئاسة الحكومة، فإننا في الوقت ذاته نتوجه بالتهنئة لكل القوى السياسية التونسية التي أسهمت في إنجاح العملية السياسية الديمقراطية ونخص منها (حركة النهضة) التي كان لها دور فعّال في سلاسة وشفافية تسليم السلطة.
كما إننا نهيب بكل الأحزاب والتيارات والهيئات السياسية التونسية بالحفاظ على هذه التجربة الطيبة والدفاع عنها وصيانتها لتكون نموذجاً يحتذى في توطيد الأمن والسلام والازدهار لدى شعوب المنطقة جميعها.

الحزب الوطني للعدالة والدستور(وعد)
                    سوريا

29 – 10 – 2014    

الجمعة، 24 أكتوبر 2014

                    عين العرب، إزدواجية معايير أم فشل سياسي؟

                                  وجهة نظر



 ما من شك في أن مدينة (عين العرب) السورية وما يدور حولها من معارك باتت محور اهتمام العالم فهي المدينة الوحيدة من ريف حلب الشرقي التي ما زالت خارج سيطرة (داعش) ولعل السؤال الأكثر تردّداً على ألسنة الكثيرين: لماذا هذا الاستنفار العالمي العسكري والإعلامي والزخم الأمريكي الكبير من أجل مدينة عين العرب؟ في حين أن مقتل ما يقارب ثلاثمئة ألف سوري لم يحرك الضمير العالمي كما يتحرك اليوم؟ ولعلّنا نتوقع في الإجابة سيلاً عارماً من الاحتجاجات بل البكائيات التي ينمّ مجملها عن الشعور بالمظلومية القاسية التي اعتدنا عليها ويمكن إيجازها بما يلي: (العالم عدو لنا، دمنا مهدور ومباح، أمريكا منحازة للأكراد، أمريكا وإسرائيل والغرب وبقية العالم كله يتآمر علينا، العالم يكرهنا لأننا مسلمون...) أي لا جديد لدينا سوى المخزون التاريخي لنظرية المؤامرة الراكدة في أعماقنا. ولكن من المفيد أيضا أن نتساءل عن السبب الذي يجعل العالم يستنفر تعاطفاً ونصرةً لعين العرب، أعني ما الذي فعله الإخوة الأكراد حتى استطاعوا تجييش العالم لصالحهم ثمة أمور لا يمكن تجاهلها لعل أهمها:
1 – الأكراد السوريون ممثلون بأحزاب وتيارات كباقي الشعب السوري، ولكن الأحزاب الكردية تتميّز بمستوى تنظيمي وإداري جيد، وهذا ينعكس على أدائها انعكاساً مباشراً.
2 – الأحزاب والقوى الكردية ليست متفقة في الرؤى والتوجهات، بل يوجد بينها تناقضات وتباينات كبيرة من حيث الرؤى والمنطلقات، ولكنها تجيد بحرفية كبيرة فن وأصول الاختلاف، والذي يتحول، بفضل الطريقة المثلى لاستثماره، إلى مصدر قوّة وليس مصدر ضعف وتشتت.
3 – قدرة الأحزاب الكردية على التلاقي والتجمع بغية إيجاد مشتركات للعمل تستدعيها الظروف الطارئة، وهذا ما حصل في اجتماع (أربيل) الأربعاء الماضي.
4 – المستوى القتالي الحرفي العالي، والانضباط العسكري، والقيادة الموحدة للمعارك، والتنسيق الهرمي الدقيق بين المدني والعسكري.
5 – التنسيق الإعلامي بين معظم القوى الكردية بحيث يتم التركيز على ما هو مهم ومشترك وتجاهل القضايا الخلافية الأخرى.
6 – القدرة على مخاطبة العالم والوصول إلى أوسع نطاق بشري، وهذا يستدعي معرفة الطريقة التي يفكر بها الآخرون وما هي اهتماماتهم.
وفي العودة إلى نظرية (المؤامرة) التي تسكننا أقول: لنفترض جدلاً أنها صحيحة برمتها، وأن ما بداخلها من مضمرات هو صحيح، ولكن صحة ذلك لا تنفي على الإطلاق الحال الذي نحن فيه والذي لا يؤهلنا مطلقاً لكسب أية معركة سياسية أو عسكرية. فعلى المستوى السياسي يمكن القول إن الكيان الرسمي الذي يتعامل معه المجتمع الدولي هو (الائتلاف ) وقبله المجلس الوطني وكلاهما تمّ فرضه على الشعب السوري من جانب قوى دولية وإقليمية، وكان من الممكن له تجاوز هذه الإشكالية لو أنه استطاع أن يحقق استقلالية وطنية نسبية يمكن البناء عليها، ولكن ما حدث هو العكس تماماً، فقد ازدادت الانقسامات بفعل التأثير الإقليمي، وترسّخ مبدأ المحاصصة الحزبية والاستقطابات الشللية، وأصبح الجهد الذي يستهلكه أعضاء الائتلاف في معاركهم الداخلية أكبر بكثير من أي جهد أو نشاط سياسي يخدم المصلحة العامة. ولعل المعارك السياسية والمناطحات الشللية التي شهدها الائتلاف حيال إعادة انتخاب رئيس للحكومة المؤقتة خير دليل على ذلك. ولعل الحال خارج الائتلاف ليس هو الأفضل على الإطلاق، ذلك أن سوريا تكتظ بالأحزاب والتيارات والتجمعات السياسية التي تأسست حديثا أو ما كان منها موجوداً قبل الثورة، ولكنها على كثرتها سواء داخل الأرض السورية أو خارجها، لم تستطع أن تفرز كيانا سياسياً متماسكا يحظى بتأييد شعبي يمكّنه من أن يكون رديفاً للائتلاف أو بديلاً عنه، ولا يعود ذلك إلى ندرة الكفاءة السياسية لدى السوريين بقدر ما يعود إلى ندرة المؤسسات السياسية التي نفتقدها – نحن السوريين – حتى اللحظة الراهنة. أضف إلى ذلك أن ما ابتلي به الائتلاف من مناحرات وتجاذبات إيديولوجية وسياسية تكاد تتكرر أيضا في المساحات السياسية خارج الائتلاف، بل يمكن القول إن القوى السياسية السورية برمتها تفتقر إلى تأسيس الثقة المتبادلة فيما بينها، كما يلزمها الكثير من الجهد والعمل على بناء ذهنية قبول الآخر والإيمان بمبدأ التشاركية وعدم التشكيك، كما يلزمها المزيد من القناعة بأن أي مشروع وطني يستلزم بالضرورة التخلي عن النزعات الحزبية او الفردية الضيقة والأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية.
وليس حال القوى السورية العسكرية على الأرض أميز مما هو عليه سياسياً، ذلك أن توحيد القوى والفصائل العسكرية أصبح من الكلام المكرور غير المجدي، بل إن الفوضى العسكرية التي أسهمت في تشعب المشهد العسكري وعدم انضباطه في منظومة أو منظومات تنسق فيما بينها، قد فتح المجال واسعا للاختراقات التي حققتها القوى المتطرفة التي باتت تشكل تهديداً لحاضر ومستقبل الثورة السورية لا يقل خطورة عما تقوم به قوات نظام الأسد وحلفاؤه.
وإزاء هذا الخلل أو القصور السياسي والعسكري المهيمن على واقع الثورة السورية، قل أن نجد من يحاول – أحزاب أو شخصيات – العمل على التماس بدايات سليمة والبناء عليها، وإن وجدت هذه الحالات فإنها تُقابل بمزيد من التشكيك والريبة.
ما تمّ إنجازه ببراعة يندر شبيهها هو ظهور طابور(فيسبوكي) هائل يتقن لغة الشتم والتخوين والتجريح البعيد عن النقد الحقيقي النابع من الإحساس بالمسؤولية، بل لقد بات يخيل إلى الكثير من الفيسبوكيين أن المعيار الحقيقي للوطنية هو القدرة على كيل الشتائم والتخوين وادعاء البطولات الوهمية والانفراد بالوصاية على الثورة، حتى بات الجميع يخوّن الجميع، وكم يتمنى المرء لو أن هذه الحميّة على الثورة – كما يدّعي الشتامون – تتحول إلى حميّة في إنتاج الأفكار والمبادرات أو أي سلوك ذي فائدة.

ما أريد قوله: إن تضحيات الشعب السوري التي فاقت التصورات، كما أن البسالة التي أبداها الشعب السوري في مقاومة الطغيان الأسدي وأحلافه، لم تحقق على المستوى السياسي والعسكري حتى اللحظة الراهنة الأهداف والتطلعات التي توازي هذه التضحيات العظيمة، والسبب – كما أزعم – ليس المخزون التاريخي لنظرية المؤامرة فحسب، بل عدم قدرتنا على تحقيق منجز ثوري سياسي بالدرجة الأولى وعسكري بالدرجة الثانية من شأنه أن يجعل القضية السورية محطّ اهتمام العالم. لإيماني العميق أن الآخر (العالم – أصحاب المصالح) يميلون إلى التعامل – كما تقتضي مصالحهم – مع الكيانات المتعافية السليمة القادرة على التفاعل، وهذه لا تتحقق إلا بالعمل من خلال آليات ووسائل وبنى ذهنية منبثقة من واقع الثورة وعصريتها وليست من اجترارات ثقافتنا البائسة. 

المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور.
23/10/2014

الخميس، 9 أكتوبر 2014

قراءة في التوجهات الجديدة للمجتمع الدولي نحو حل عادل لقضية الشعب الفلسطيني.

ما تزال قضية السلام في الشرق الأوسط تستقطب اهتمام العالم أجمع وذلك على الرغم من مرور اثنتين وستين سنة عل احتلال فلسطين ، الأمر الذي يعيد تعزيز القناعة لدى الجميع أن الحق باقٍ لايموت بتقادم الزمن و تغيّر الأشخاص أو الأجيال. 
لقد بات العالم على قناعة تامة أنه لا يمكن الدعوة إلى عالم يعيش بسلام ويعمّه الأمن والطمأنينة وينعم أفراده بالسعادة والتقدم والرخاء وهناك – في الوقت ذاته – شعوب طُردت من أرضها، ولئن كانت معظم الشرائع الإنسانية والدولية ومواثيق حقوق الإنسان قد صانت حقوق الأفراد ودعت إلى حمايتها فإنه من الأولى بها الدفاع عن حقوق الشعوب والمطالبة بإعادة الحق إلى أهله.
وتأسيساً على ذلك فإننا في الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد ) وإيماناً منا بجوهرية قضية فلسطين فإننا نرحب بالقرار الذي اتخذته الحكومة السويدية حول تأييدها لمشروع الدولتين، كما نرحب بالمنحى الذي يتجه إليه البرلمان البريطاني المتمثل بتأييد حل الدولتين، وإننا نرى في هذا التحول السياسي لدى السويد وبريطانيا خطوة في الاتجاه الصحيح الذي يمكن أن يؤدي إلى سلام دائم في منطقة الشرق الأوسط 
إن اهتمامنا وتأييدنا لعملية السلام في المنطقة نابع من إيماننا المبدئي بحق الفلسطينيين باستعادة حقوقهم من جهة، ومن إيماننا أيضاً بأن مجمل القضايا السياسية والنزاعات العالقة في المنطقة لا يمكن إيجاد حل جذري لها دون حل للقضية الفلسطينية من جهة أخرى.
إن تقديرنا لقرار الحكومة السويدية والبرلمان البريطاني يدفعنا أن نهيب بكل الدول المحبة للسلام وخاصة الدول الأوربية أن تحذو حذو السويد وأن تبادر بدفع عملية السلام إلى الأمام وذلك انسجاماً مع القيم والمبادىء التي تتخذها شعارا لحضارتها، وانسجاماً مع رغبة معظم شعوب العالم الطامحة إلى بناء مستقبل أفضل للإنسانية.

الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد )
المكتب السياسي
7 – 10 - 2014

الثلاثاء، 7 أكتوبر 2014

موقف الحزب الوطني للعدالة والدستور من الإعتداء الاثم على مدينة كوباني.

في محاولة منه لإطباق سيطرته الكاملة على ريف حلب الشرقي مايزال تنظيم البغدادي ( داعش ) يحاصر مدينة عين العرب بعد أن قام باحتلال معظم القرى التابعة للمدينة، الأمر الذي دفع معظم سكانها إضافة إلى معظم سكان عين العرب-كوباني نفسها إلى النزوح تجاه الأراضي التركية خشية من إقدام تنظيم داعش على ارتكاب مجازر بحق الإخوة الكرد . 
إننا في حزب ( وعد ) إذ نؤكد موقفنا المناهض لتنظيم البغدادي باعتباره تنظيماً إرهابياً ألحق أذى كبيرا بالثورة السورية وباعتبار ممارساته الإجرامية وممارسات نظام الأسد وجهين لعملة واحدة، فإننا في الوقت ذاته نؤكد إدانتنا الشديدة لحصار إخوتنا الكرد وتهجيرهم وترويعهم، ونعلن تضامننا الشديد مع إخوتنا في عين العرب-كوباني وحقهم المشروع في الدفاع عن أرواحهم وممتلكاتهم ومدينتهم.
كما نتوجه بالإكبار والإجلال إلى بسالة كافة الإخوة المقاتلين الثوار الذين يخوضون معارك الشرف سواء كانوا من الإخوة الكرد أو من فصائل الجيش الحر التي تجاهد جنباً إلى جنب مع إخوانهم الكرد في الدفاع عن عين العرب-كوباني.
وإيماناً منا بوحدة الأرض السورية، ووحدة الشعب السوري، فإننا نهيب بكافة مكوّنات الشعب السوري من عرب وأكراد وترك وشركس وأرمن إلى رص الصفوف والتكاتف والإجماع على الدفاع عن كرامة السوريين وحريتهم ، انسجاماً مع مبادىء وقيم الثورة السورية التي هي ثورة جميع السوريين بكل أعراقهم ومذاهبهم وذلك بغية إسقاط نظام الأسد وملحقاته الإرهابية من داعش وميليشيات إيران وحزب الله وسواها، بغية تحقيق غد أفضل لسورية والسوريين.
الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد )
المكتب السياسي
6 – 10 – 2014 
ملامح مشروع سياسي لحزب (وعد)
أفكار وتصورات.

1 - الأسباب الموجبة :
يكتنف مفهوم ( الحزب ) في الوسط الإجتماعي السوري المزيد من الضبابية والريبة في الفهم، ولعل مرد ذلك إلى إنعدام الثقافة الحزبية لدى السوريين طيلة نصف قرن، وذلك نتيجة تصحر الحياة السياسية جرّاء الحكم الإستبدادي الذي مورس بحق السوريين 
ولم تستطع الأحزاب السياسية السورية التقليدية – بحكم واقعها المأزوم – أن تسهم في تجسيد قناعة لدى الناس مغايرة للقناعة المستقرة في أذهانهم، ذلك أن السوريين لم يحصدوا قطُّ ثمرات نشاط حزبي ملموس في سورية لا قبل الثورة ولا بعد إنطلاقتها، ويعود ذلك إلى النهج الذي مارسته الأحزاب في تواصلها مع الناس والتعامل مع قضاياهم، حيث أعتمدت على الضخ الأيديولوجي وإغراق الناس بالعواطف والأمنيات والأفكار دون ملامسة الواقع الإجتماعي وما تستدعيه حياة المواطنين من حاجيات.
إن إنفجار ثورات الربيع العربي الذي أثبتت كشوفاته الثقافية أن هواجس المواطن السوري وهمومه ومعاناته لم تكن بمنآى عن إهتمام السلطة الحاكمة فحسب، بل بمنآى عن الأحزاب التي كانت تُصنف في صفوف المعارضة أيضاً.
ولم تتمكن المعارضة السورية أن تجعل من برامجها وشعاراتها السياسية برامج حياتية تستمد مضمونها من حياة الناس ونشاطهم الإجتماعي، بل ظلت في غالب الأحيان تدفع ثمن معارضتها للسلطة دون أن تتمكن من تقديم البدائل الأفضل.
ومما زاد الأمر تعقيدا وخطورة ظهور التيارات الراديكالية في الإسلام السياسي التي ساهمت باستنزاف الثورة السورية وأنحراف مسارها، وكان من مفرزات هذه التيارات ظهور المجموعات المسلحة المتطرفة التي أعادت إنتاج الإستبداد والقمع وممارسة الظلم بأسوأ تجلياته، حيث لم تسع هذه المجموعات أو التنظيمات المتطرفة إلى العمل لتحرير المجتمع من الظالم الواقع عليه لتفسح له المجال في اختيار أو صياغة المستقبل الذي ينشده، بل سعت إلى فرض تصوراتها وأجنداتها على المجتمع بالإكراه مدّعية إمتلاك الحقيقة كاملة وما على الآخرين سوى الرضوخ لها، ووفقاً لذلك ، لم يعد السلاح الذي تمتلكه هذه القوى وسيلة للتغيير والتحرير المجتمعي بل أصبح كابحاً حقيقياً لمسيرة الثورة وأداة لتسلّط جديد وموازٍ لتسلّط نظام الأسد.
ولعلّ المراد من كل ما تقدم من كلام هو الوصول إلى السؤال التالي :
ما هو التحدّي الأبرز الذي يواجهه حزب ( وعد ) الذي يطمح لأن يكون حاملا لمشروع اجتماعي ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال لا بدّ من ذكر نقطتين هامتين:
1 – ولادة حزب ( وعد ) إبان اتطلاقة الثورة السورية توجب عليه تحديد دوره بدقة ووضوح من الثورة وذلك من خلال برنامج عمل قابل للتجسيد على أرض الواقع.
2 – المرجعية الٍإسلامية للحزب تجعله يواجه إرثا ثقيلا من مفرزات الإسلام السياسي، فهل سيلجأ حزب وعد للتبرؤ من هذا الإرث بالتغاضي والسكوت، أم سيقدم على إثبات تمايزه من خلال رؤية نظرية وبرنامج عمل بآن معاً ؟ .

 2 - الرؤية:
ثمة سمات عامة للأحزاب السياسية السورية التي واكبت المرحلة الزمنية الممتدة من مرحلة ما بعد الإستقلال وحتى نهاية القرن العشرين، ولعل أهم تلك السمات:
1 – الإنشغال بالإيديولوجيا ، والسعي الحثيث على إيجاد مبرر إيديولوجي لوجود الحزب، وذلك بدلاً من الإهتمام بالبرنامج الحزبي الذي ينبغي أن يتجسّد على أرض الواقع، وهذا يعني أن العقيدة الحزبية هي مصدر شرعية الحزب وليست الوظيفة الإجتماعية التي يقتضيها الواقع الإجتماعي لحياة الناس.
2 – الإستغراق الكامل في الشأن السياسي للأمة، والإهتمام البالغ بتصدير الخطابات والبيانات التي تلبي – في معظم الأحيان – حاجة نفسية للأنا المهزومة بالدرجة الأولى – وخاصة لدى الأحزاب القومية ، وذلك أكثر من الإهتمام بحاجات الناس الإجتماعية والإقتصادية وغيرها.
3 – الإدّعاء بتمثيل جميع الجماهير، دون الإلتفات إلى التباين الإجتماعي والفكري بين شرائح المجتمع.
4 – عدم قدرة هذه الأحزاب على إعادة إنتاج مضامينها الإيديولوجية وذلك وفقا لتغير الظروف والأحوال، الأمر الذي جعل الأفكار الحزبية أقرب إلى أيقونات ذات وظيفة تزيينية غير قادرة على مقاربة الواقع الإجتماعي.
5 – نموّ لوثة الإستبداد في الممارسة السياسية بسبب الإعتقاد باحتكار الحقيقة، ونفي أي شرعية لوجود الآخر.
6 – الضحالة الفكرية والثقافية في معظم المكوّنات الحزبية، واعتماد الأحزاب السياسية على البرامج الثقافية التي تعززقناعاتها بسلامة وصحة ما تعتقده فقط، الأمر الذي يؤدي إلى تكلس وتنميط العقل الحزبي وجعله لا يرى إلا من ثقب محدّد. 
7 – إفتقار معظم الأحزاب إلى رصيد نظري فكري، حيث لا تحفل أدبيات الأحزاب على بحوث ودراسات تتجاوز فترة كتابتها، والإكتفاء بالمنتج الصحفي الإستهلاكي.
ولعلّ هذه العوامل مجتمعة، يضاف إليها ما كانت تمارسه السلطات الإستبدادية، وخاصة نظام الأسد على امتداد أربعة عقود من الزمن، قد أدت كلها إلى حالة من التصحر السياسي، وانعدام إرث سياسي يمكن أن تؤسس عليه الأجيال القادمة.
ولعلّ ما هو مؤلم حقاً أن الأحزاب المعارضة في سورية والتي قدّمت تضحيات هائلة في مواجهتها لنظام الأسد، بل ما قدّمته المعارضة السورية من تضحيات – وخاصة المعارضة الإسلامية – ( شهداء – معتقلون – مهَجرون ) نكاد لا نجد لها مثيلاً في أي بلد عربي في تلك الفترة الزمنية. ولكن على الرغم من كل ذلك فإن المعارضة السورية وأعني ( الأحزاب السياسية بكل توجهاتها ) لم تستطع تجاوز النظام الحاكم أو نظام البعث من حيث آليات التفكير والمنهج في العمل الذي ينعكس على الممارسات والسلوك إنعكاساً مباشراً. ودليل ذلك أن كل الأحزاب في سوريا هي عاجزة الآن عن إنتاج مشروع سياسي يمثل مصالح السوريين، كما هي عاجزة من إحراز حضور فعّال في الثورة السورية.
لئن كان هذا التشخيص الذي لا بدّ منه يوحي إلى صعوبة بناء تجربة تجربة حزبية ناجحة في سورية، فإن هذه الصعوبة ستكون مضاعفة – فيما أعتقد – أمام حزب ( وعد ) وذلك بسبب مرجعيته الإسلامية التي ستكون هي التحدّي الأكبر للحزب.
لقد واجهت أحزاب الإسلام السياسي مشكلة كبيرة كانت هي السبب فيما آلت إليه من كوارث، وتتجسد هذه الإشكالية في نقطتين:
1 – مصدر السلطة هو الدين وليس الشعب، والحاكم أو الرئيس – وفقاً لذلك – هو مُفوّض من الله في حكم العباد، ومخالفته للحاكم تعني مخالفة الله التي تعني ( الكفر ).
2 – حاجيات الواقع الإجتماعي، وشؤون الناس الحياتية، ومعظم الإشكاليات الدنيوية، يتم البحث عن حلول لها في السماء، وإن لم يتوفر حل سماوي بحكم التفاوت في الزمان والمكان فيتم اللجوء إلى إنطاق النصوص بما لم تنطق به، وهذا بدوره يؤدي كبح أية محاولة للدخول في روح العصر.
وما ينبغي توكيده على الدوام أن كل إشكاليات الإسلام السياسي ومآلاته المأسوية لم يكن سببها الدين، بل آليات التفكير التي واجهت النصوص الدينية، وبالتالي تصبح المشكلة في الأشخاص أو العقول البشرية المفكرة وليست في الدين ذاته.
إن التجربة الحزبية التي يحاول حزب ( وعد ) تحديد ملامحها بغية تجسيدها وممارستها في سوريا الراهن والمستقبل، ينبغي أن تراهن على أمرين، إن استطاعت تحقيقهما فذلك ما يمنحها حق الشروع في حياة سياسية في سوريا المستقبل، وهما:
1 – الشعب هو مصدر السلطة، والقناعة بهذه المقولة توجب القناعة بكل تداعيات مفهوم الدولة المدنية الديمقراطية، والتخلي عن الإمتيازات العقدية التي نؤمن بها.
2 – كما أن الواقع هو مصدر الإشكاليات، فإنه أيضا مصدر الأجوبة على هذه الإشكاليات، وهذا يقودنا إلى اعتماد مفهوم العلمانية بعد تجريدها من مضامينها الإلحادية، وإعادة إنتاجها وفقا لمقتضيات ديننا الإسلامي، وهذا ليس نوعا من التلفيق الثقافي، بل هو مشروع قابل للتحقيق إذا ما توفر له الجهد الفكري الدؤوب والعمل الثقافي المثابر. 
وتأسيساً على ما تقدّم فلا غضاضةً من نزع سمة التقديس أو العصمة عن التجارب الحزبية الإسلامية السابقة، بل إن المراجعة النقدية الجادّة لتلك التجارب ستكون لنا رصيداً يمكن استثماره والاستفادة منه.

3 - الأهداف:
1 – الإنطلاق بمشروع ( وعد ) من إطاره الحزبي الضيق إلى مشروع إجتماعي يستوعب تطلعات جميع السوريين.
2 – إعادة الإعتبار للحياة السياسية والعمل الحزبي في سوريا.
3 – تماهي المشروع الحزبي ل (وعد ) مع أهداف وتطلعات الثورة السورية.
4 – جلاء الصورة الحضارية والمشرقة للدين الإسلامي.

4 - الوسائل والآليات:
1 – العمل الدؤوب – فكرياً وميدانياً – على البحث الدقيق في الواقع الاجتماعي بغية إعداد خطط وبرامج تعمل على إنتاج مشاريع مختلفة الاتجاهات غايتها تقديم خدمات حياتية للمواطنين، وذلك من خلال المكاتب التخصصية في الحزب.
2 – العمل على مأسسة الدولة وتعزيز سلطة القانون والفصل بين السلطات والدفاع عن حرية الرأي وحرية تشكيل الأحزاب.
3 – العمل على إيجاد رؤية نحو حل سياسي للقضية السورية.
4 – التواصل المستمر مع كافة القوى والأحزاب والتيارات الوطنية وهيئات المجتمع المدني، وطرح المبادرات المتواصلة والمتنوعة التي تنسجم مع رؤية الحزب وتوجهاته، ومحاولة إشراك هذه القوى في مشاريع عمل سياسية وغير سياسية للتشجيع على العمل الوطني المشترك.
5 – العمل على إيجاد قنوات تواصل مع العالم الإقليمي والدولي، ليس على مستوى الحكومات فحسب، بل على مستوى الأحزاب والأفراد ومنظمات المجتمع المدني أيضاً.
6 – إعطاء الأولوية للعمل الفكري والثقافي، وفي هذا السياق أقترح أن يتم تشكيل لجنة من عدّة أشخاص ممن تتوفر لديهم الكفاءة الفكرية وتكون مهمتهم هي البحث والإنتاج والتأصيل الفكري لإنتاج دراسات وبحوث تدعم رؤية الحزب الفكرية في سعيه لأن يكون بديلا عن الإسلام السياسي المتطرف.

30 – 9 – 2014
حسن النيفي 

السبت، 27 سبتمبر 2014


There Official Position of the Syrian National Party for Justice and Constitution (NJC) toward the International Coalition to Combat Terrorism



The position of the western governments in general and the US in particular regarding the right of the Syrian people to oust the regime of tyranny and terrorism represented by the duality of the Assad regime and the Islamic State (ISIS), has been ambiguous. However, the western attempt to destroy one of its too poles might represent a beginning of the solution if it is accompanied by a realistic and moral vision at the same time

This initiative, led by the USA, through assembling an unprecedented international coalition to destroy ISIS, will remain incomplete and without guaranteed  results. This is because it came late and also because it is selective. More over, negative reactions may arise due to the expansion of the territory that hosts the extremism which is in turn due to the higher level of feeling victims among the average people

We, at the National Party for Justice and Constitution, see that a fair approach by the coalition leading toward enabling the Syrian people to govern the liberated and recovered territories from the Islamic State, in addition to maintaining a no fly zone over the Assad regime, will help creating an advanced model for a civil and modern government which meets the aspirations of the Syrian people. This government will be at peace with her local Islamic environment as well as with all the universal human values and the freedom in place internationally. Also, this government will be a true partner in the establishment of the international security. This is through the creation of a new value climate within the Islamic culture. This in turn will remove the any legitimacy and provide a clear contrast to the religious extremists

While we took upon ourselves the task of establishing a theoretical project with solid religious. Ask and reference to conquer the ideological foundations of the terrorism, we invite all the national forces, Islamists or otherwise, spread across the region to show solidarity with us and work together to expand such an initiative in order to make it a vision for a new world where tolerance and rejection of violence and extremism are the widespread values; a world where the values of freedom, fraternity and equality prevail

The Syrian National Party for Justice and Constitution
24/09/2014


الموقف الرسمي للحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد) من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.


بالرغم من ضبابية الموقف الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً, من أحقية شعبنا في إسقاط نظام الاستبداد والإرهاب المتمثل في ثنائيته نظام الأسد وتنظيم الدولة الإسلامية, فإن سعياً غربياً للإطاحة بأحد قطبيه قد يشكل بداية للحل إن تحلى  برؤية واقعية وأخلاقية بآنٍ واحد.

إن هذه المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية عبر تشكيل حلف دولي غير مسبوق في حيثياته للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية, ستبقى منقوصة وغير مضمونة النتائج بسبب تأخرها من جهة وانتقائيتها من جهة أخرى, بل وأكثر من هذا فإن ارتدادات عكسية مرشحة للظهور بسرعة, ناتجة عن توسع رقعة البيئة الحاضنة للتطرف بسبب ارتفاع منسوب الشعور بالمظلومية عند عموم الناس.

إننا في الحزب الوطني للعدالة والدستور نرى أن توجهاً عادلاً من قبل الحلف يقود إلى تمكين السوريين من إدارة المناطق المحررة والمستعادة من تنظيم الدولة الإسلامية, إضافة إلى إبقاء حالة الحظر الجوي سائداً بعد فرضه على نظام الأسد خدمة لأعمال حربية, سيؤدي الى صنع نموذج متقدم لدولة مدنية عصرية تلبي طموحات السوريين, متصالحة مع بيئتها الإسلامية المحلية ومع قيم الحقوق العامة والحريات المعمول بها دولياً, كما أنها ستكون شريكاً حقيقياً في حفظ الأمن العالمي, من خلال صنع مناخ قِيَمي جديد في بيئته الإسلامية والذي بدوره سيعمل على سحب بساط الشرعية من تحت أقدام فلول الإرهاب والغلو الديني.

وفي الوقت الذي نكلف أنفسنا مهمة إحداث مشروع نظري ذي تأصيل شرعي يؤول لهدم الركائز الإيدولوجية للإرهاب, فإننا نهيب بكافة القوى الوطنية, الإسلامية وغيرها المنتشرة في دول المنطقة أن تتكاتف معنا لتعميم مشروع كهذا وجعله رؤية لعالم جديد تسود فيه قيم التسامح ونبذ العنف والتطرف, وأيضا لعالم تسود فيه قيم الحرية والإخاء والمساواة.

الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد).

24/09/2014

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

بيان صادر عن الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد )

بصدد الأطفال الشهداء في ريف محافظة ادلب

لقد آلمنا جميعاً يوم أمس ( 17 – 9 – 2014 ) ما حلّ بأطفالنا في ريف محافظة ادلب إذ قضى نحو خمسين طفلاً نتيجة تلقيهم لقاحا فاسدا . وإننا إذ نتقدّم بأحرّ التعازي إلى ذوي الأطفال وإلى عموم أهلنا السوريين سائلين المولى أن يلهمهم الصبر والسلوان فإننا في الوقت ذاته نستنكر بشدّة حالة الإهمال واللامبالاة حيال أرواح أطفالنا ، كما نهيب بالحكومة السورية المؤقتة أن تبادر فورا إلى فتح تحقيق مهني لكشف ملابسات الحادث وتحديد الجهة المسؤولة عما حدث ليأخذ القضاء إجراءاته القانونية ، كما نطالب منظمتي ( الصحة العالمية ) و ( أطباء بلا حدود ) باعتبارهما جهتين راعيتين للبرنامج العالمي لمكافحة الأمراض السارية والمعدية بفتح تحقيق مهني وشفّاف ، وإعلان نتائج التحقيق بأسرع وقت ممكن للكشف عن الجهة المتسببة في قتل أطفالنا .
الرحمة لأطفالنا وجميع شهدائنا 
والنصر للثورة السورية المجيدة 
الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد )
18 – 9 – 2014 

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

مابعد خطاب اوباما
وجهة نظر

بعد الخطاب الذي ألقاه أوباما مساء أمس أمام مجلس الشيوخ ، والذي أوضح فيه الاستراتيجية العسكرية الأمريكية لمواجهة تنظيم ( داعش ) في العراق وسوريا ، و بات واضحا أن المنطقة العربية ستشهد حربا أو سلسلة حروب بدأت بالحرب على داعش ولكن لا أحد يدري إلى أين ستنتهي , فليس صحيحا على الإطلاق أن الحرب ستكون بين طرفين محدّدين ( أمريكا – داعش ) بل هناك عدّة أطراف هي معنيّة بهذه الحرب سواء أفصحت عن ذلك أم لم تفصح ، ولعلّ المشهد العراقي على الرغم من دمويته لا يحمل ذلك التعقيد الذي ينطوي عليه المشهد السوري ، ففي العراق ثمة تفاهم بين النظام وأمريكا من جهة ، وبين أمريكا والبشمركة من جهة أخرى ، أما الثوار المناهضون للنظام في العراق والذين يمثلون معظم المسلمين السنة فلا هم يستطيعون سحب البساط من تحت داعش أو أخذ المبادرة منها ، ولا هم يؤيدون حكومة حيدر العبادي الجديدة بل يرون فيها استمراراً لنهج المالكي الطائفي الإقصائي ، وبالتالي فإن الحرب الأمريكية لن تحمل بالنسبة إليهم سوى المزيد من دعم النظام القائم للحفاظ على مصالح امريكا في العراق ، أما المكوّنات الأخرى كالمسيحيين والإيزيديين فهم بالنسبة لأمريكا والغرب عموما ورقة ثمينة استُدمت ببراعة للإسراع في عملية التدخل ولبرير تدفق السلاح النوعي إلى قوات البشمركة العراقية .
وفي موازاة ذلك لا يبدو المشهد السوري قابلا للوضوح ، ففي حين تكشف التصريحات الأمريكية عن نيّة دعم الفصائل المعتدلة من الجيش الحر لتحارب داعش تحت غطاء جوي أمريكي فإن ثمة تصريحات أمريكية أخرى تؤكد أن دعم المعارضة السورية بالسلاح لن يتم دون موافقة الكونغرس ، ولعلّ هذا التردد في الموقف الأمريكي حيال المعارضة السورية يُبقي آمال نظام الأسد قائمة في إيجاد دور له يستطيع من خلاله إعادة إنتاج نفسه ، خاصة وأن وزير خارجية النظام وليد المعلم قد أعطى الضوء الأخضر منذ أيام بجاهزية نظام الأسد لأي خدمة يقوم بها مقابل بقائه في السلطة ، ولكن رغبة الأمريكان بعدم تخلخل الحلف الذي سعت لإنشائه إقليميا ودوليا يجعلهم يرفضون أي تنسيق أو شراكة مع نظام الأسد بل يعدّونه فاقداً للشرعية للشرعية .
ويبقى الدورالإيراني من أهم عوامل التصعيد وتأزيم الموقف ، نظرا للحضور الإيراني القوي في كل من العراق وسورية معا ،فالعداء التقليدي بين إيران وأمريكا يمكن إعادة صياغته من جديد وفقاً للمصالح الراهنة ، إذ إن الإرث السياسي المشترك لكلا الطرفين ( أمريكا وإيران ) حافل بإعادة إنتاج العداء المتبادل وصياغته وفقا للمصالح الراهنة للطرفين ، ففي عام 2003 لعبت إيران دورا إيجابيا حيال الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والعراق مقابل إطلاق يدها في العراق ووصايتها على حكومته ، واليوم تبدو مستعدة جدا لمساومة جديدة ربما تجعل الملف النووي الإيراني بعيدا عن الاستهداف مقابل القيام بدور يتماهى مع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة .
أمريكا وإيران ونظاما المالكي والأسد ومعهم حلف دولي وإقليمي يتألف من أكثر من أربعين دولة ، كلهم يصرخون : ( داعش ) ويستنفرون ويحاولون تجييش العالم أجمع لدرء هذا الخطر ، وهم قد ساهموا جميعا بتسريب هذا الكيان الداعشي إلى منطقتنا وعملوا جميعا على نموّه حتى انتفخ وتضخم ، وحينها أدرك الجميع فداحة خطورته ، وواقع الحال أن لا أحد يجهل على الإطلاق أن هذا الغول الداعشي قد استُثمر جيدا وانتهت مصلحة أمريكا والأسد وإيران من وراء بقائه ، وعلينا نحن – سكان المنطقة - أن نواجه الموت والدمار لانتزاعه ودرء خطره .
ولا جديد على الإطلاق في القول : إن جميع القوانين التي تتحكم في الصراع الدولي والإقليمي كما أن جميع الدواعي الأمريكية وسواها للحرب المقبلة في منطقتنا هي معايير واعتبارات مصالح الطرف الأقوى ( الأوروأمريكي ) ولا شيء سوى ذلك ، ولاجديد –أيضا – في القول : إن محاربة الإرهاب هي كذبة كبرى تفضحها كل يوم مآسي الشعوب المقهورة التي تُمارس بحقها أبشع الجرائم ، إذ قلّ أن نجد في التاريخ الحديث حاكماً قتل من شعبه نصف مليون مواطن وجرح وشرّد أضعاف ذلك ولم يترك سلاحا تحظره الأعراف الدولية إلا واستخدمه في سحق مواطنيه سوى نظام الأسد ، وذلك على مرآى ومسمع كل المتشدّقين بالقيم الإنسانية ، بل إن خسّة ونذالة الضمير العالمي حيال ما يُمارس على الشعب السوري من ظلم ودمار تجعل المرء يشك في كل منظومة قيمية معاصرة .
كل ما يمارسه نظام الأسد والميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية من ذبح ودمار وتهجير بحق السوريين لم يكن سببا كافيا لأن يُسمى إرهابا يستدعي التدخل الدولي ، لأن قتل الشعب السوري لا يؤثر على المصالح الأمريكية .
ولكن علينا أن ندرك جيدا وبموضوعية مفرطة ، أن جلاء الحقائق ، وإدانات العالم أجمع ، وصرخات المقهورين جميعا ، وفضح كل ادّعاءات الزور ، و اعتراضات الروس أو إيران لا يمكن أن تحول دون التدخل الأمريكي ، سيتدخل الأمريكان في بلادنا رغما عنا ، وسوف تقع القذائف الأمريكية فوق أهلنا ولن تشفع لنا أو تفيدنا بيانات الإدانة والشجب والاستنكار ، وسنجد أنفسنا أمام واقع لا خيار لنا بصياغته ،
فعلى ماذا يراهن الثوار السوريون الذين يقاومون نظام الأسد وداعش معا حيال التدخل الأمريكي المفروض على سوريا ؟
مهما تشعبت الأمور وازداد الموقف تأزماً فإن ثمة حيّزا هاما لخيار وطني يجب عدم التخلي عنه ، بل إن الثوار السوريين عسكريين ومدنيين ما يزالون ممسكين بجانب كبير من المبادرة غلى الأرض السورية وإن مازال أمامهم الكثير الذي لم يقوموا به وعليهم التداعي بأسرع وقت ممكن لصياغة مشروع وطني يضع مصلحة ومطامح الشعب السوري فوق كل المصالح الجزئية ، يقينا منا أن من سيسقِط النظام الأسدي هم السوريون ومن سيطرد الإرهاب هم السوريون ، لأن من انطلق بالثورة ونادى بالحرية والكرامة هم السوريون .


11 – 9 - 2014
التدخل الامريكي المحتمل لضرب الدولة الاسلامية في سوريا

وجهة نظر

تشير معظم القرائن السياسية إلى احتمال قيام سلاح الجو الأمريكي بشن غارات على مواقع تنظيم داعش داخل الأرض السورية ، وما يؤكد هذه القرائن هو إجماع معظم المواقف الغربية ( فرنسا بريطانيا )على اعتبار تنظيم داعش هو الأكثر خطورة على أمن المنطقة . وبات واضحاً السعي الأمريكي نحو تجييش حملة عالمية تهدف إلى إشراك كل حلفاء أمريكا في هذه الحملة .ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن تمدّد داعش واستفحال قوتها في المنطقة ، وتحديدا في سوريا والعراق لم يكن أمرا مفاجئاً لأمريكا والغرب عموماً ، بل كانت أمريكا تراقب بدقة كبيرة ما يجري وهي تعلم تماماً أنه ليس بمقدور داعش إحراز هذا التقدم والتمدد العسكري لولا الدعم اللوجستي المباشر وغير المباشر سواء من نظام بشار الأسد أو حكومة المالكي ، فقد سيطرت داعش على الموصل بيوم واحد واستولت على كميات كبيرة من العتاد العسكري الثقيل إضافة على استيلائها على مبالغ مالية طائلة من بنوك المدينة ، أضف إلى ذلك وبشهادة معظم الضباط الذين تكلموا أمام الإعلام أن المالكي أصدر أوامره بانسحاب نحو ( 2500 ) من قواته كانوا مرابطين على الحدود العراقية الأردنية والسعودية كما أمرهم بترك كامل عتادهم . كما أن أوباما كان يعلم تماماً أن طيران النظام السوري يستهدف بالبراميل المتفجرة يوميا المدن السورية ويقضي ضحية ذلك العشرات من المدنيين دون أن يتم استهداف أماكن تواجد داعش ، ولعلّ قيام تنظيم داعش بنقل كميات كبيرة من العتاد العسكري الثقيل الذي تم اغتنامه في الموصل إلى مدينة الرقة السورية وذلك من خلال أرتال كبيرة عبر مسافة (600 )كم من المساحات المكشوفة دون أن تتعرض هذه الأرتال لأي استهداف لهو دليل قاطع على رغبة من النظام وأمريكا معاً بالسماح لداعش بالتمدّد والسيطرة على أماكن شاسعة من سوريا .
ومن الجدير بالذكر أن معظم المواقف الأمريكية في بداية تغلغل داعش في العراق كانت تشير إلى عدم التدخل ، إذ لقد صرّح أوباما أكثر من مرة بأنه لن يتدخل عسكريا وسيكتفي بدعم جيش المالكي بالخبرات والسلاح ، ولكن الموقف الأمريكي قد تغير كما كان متوقعا حين اقترب الخطر الداعشي من إقليم كردستان العراق ، حينها قام الطيران الأمريكي بشن غارات على مواقع داعش كما قامت الإدارة الأمريكية بتزويد الأكراد بسلاح نوعي مكنهم من استرداد سد الموصل .
ما الذي يجعل أوباما يغير موقفه ، ويقرر التدخل في سوريا لضرب داعش ؟
ما من شك أبداً في أن السوريين يدركون تماماً بأن مصدر العدوان الذي يهدد مصيرهم هو النظام الأسدي في الدرجة الأولى ، كما أنهم يدركون تماماً أن تنظيم داعش وما يجسده من خطر على أمنهم وثورتهم إنما سببه النظام الأسدي الذي ساهم في إيجاد داعش وجعلها تتوغل في البلاد ، كما يعلم السوريون أيضاً أن تخاذل الموقف الدولي حيال السوريين وعدم تقديم الدعم الكافي للمعارضة الوطنية المعتدلة قد أسهم في تقوية داعش وتجذر شرها في البلاد . إذاً مالذي سينتج عن التدخل الأمريكي لضرب داعش في سوريا وتركها لنظام الأسد يمعن قتلاً في السوريين ؟
1 لن يسهم التدخل الأمريكي في حل الأزمة السورية طالما أنه يتجاهل جرائم النظام ويهدف معاقبة داعش بعد مقتل صحفي أمريكي على يديها في الأسبوع الماضي ، وستسقط النيران الأمريكية ونيران النظام وداعش فوق رؤوس السوريين .
2 إن ما يدفع أمريكا للتدخل هو المصلحة الأمريكية متجاهلة مصالح الشعب السوري ، ولعلّ اكتفاء الأمريكان بأخذ السلاح الكيمياوي من النظام وتركه يتابع جرائمه بحق السوريين لم يمض عليه وقت بعيد
3- إن استهداف مقرات داعش وأماكن تواجدهم داخل سوريا دون التعرض لنظام الأسد سيزيد من قناعة شريحة واسعة من السوريين بأن أمريكا ليست عدوة للنظام بل لداعش ( الإسلامية ) الأمر الذي يمنح داعش حاضنة شعبية هي في الأصل تفتقدها في سوريا .
ما الذي يريده السوريون ؟
لقد تجسدت مطالب السوريين بمعظم اتجاهاتهم بما يلي :
· مطالبة المجتمع الدولي بنزع الشرعية عن نظام الأسد و محاسبة من تلطخت يداه بدماء السوريين
· دعم المعارضة الوطنية المعتدلة بالمال والسلاح النوعي لتتمكن من الدفاع عن الشعب وإسقاط النظام:
· حماية ال
· سوريين من طيران النظام من خلال إنشاء مناطق حظر جوي . (يفضل دمج مطالب السوريين مع مطالب وعد )
إن الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد ) يرى :
· إن ما تنوي القيام به أمريكا من تدخل عسكري في سوريا لضرب داعش ليس مطلبا سوريا بل إجراء أمريكي تقتضيه المصلحة الأمريكية وليست مطالب الشعب السوري . ( أقترح حذف هذه الفقرة إذ لا أحد يقوم بعمل ما مالم يحقق مصلحة له , علما ان المصالح تتقاطع احيانا )
· إن ضرب داعش عسكريا وترك النظام يمعن قتلا في السوريين هو استمرار لازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية ,وإطالة لمعاناة الشعب السوري .
· إننا نطالب المجتمع الدولي إن كان جادا في حل الأزمة السورية بنزع الشرعية عن نظام الأسد وإحالة رموز النظام ومن ثبت تورطه في الإجرام إلى المحاكم الجنائية الدولية .
· نطالب المجتمع الدولي بدعم المعارضة السورية الوطنية والمعتدلة بكافة أشكال الدعم بما في ذلك السلاح النوعي وذلك من خلال المؤسسات الرسمية التي تمثل الشعب السوري بغية الخلاص من نظام الأسد .
· إن حزب ( وعد ) يرى أن وجود داعش هو من نتائج تسلط النظام وإمعانه في الإجرام ، كما يرى الحزب أن داعش قد خدمت النظام وأضرت كثيرا بالثورة ، وبالتالي فإن زوالها مرهون بالهدف الأساسي وهو الخلاص من النظام الأسدي .
المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)
05/09/2014