Translate

الجمعة، 16 يناير 2015

بيان صادر عن الحزب الوطني للعدالة والدستور "وعد"
بخصوص اختطاف الدكتور سالم أبو النصر


لم يكن ترويع المواطنين وتهديد سلامتهم في أي ظرف كان، أسلوباً من أساليب الثوار ولا هدفاً من أهداف الثورة، بل لعلّ الفوضى الناجمة عن الاضطراب الأمني وعدم الالتزام بالمرجعيات القانونية هي إحدى دواعي حالة التردي التي تشهدها الساحة السورية.
وإيماناً منا نحن (حزب وعد) بقدسية سلامة المواطن السوري وحرمة دمه وماله وعرضه فإننا ندين بشدّة ما تعرّض له الدكتور سالم أبو النصر منذ عدة أيام، في حادثة الاختطاف في حي الشعار بالقسم الحر من مدينة حلب، التي قامت بها إحدى الجهات التي تدّعي انتماءها إلى صفوف المعارضة، كما تدّعي محاربة نظام الأسد، ذلك أن اختطاف الناشطين أو المواطنين العاديين على اختلاف انتماءاتهم هو سلوك غير قانوني وغير شرعي بل ومخالف لأبسط القيم الإنسانية، بل إن الثورة السورية العظيمة لم تنطلق إلا من أجل كرامة الإنسان والحفاظ على قيمه. وبناء على ذلك فإننا إذ نستنكر كل الممارسات غير القانونية وغير الشرعية التي تمارسها  بعض الجهات العسكرية مهما كان انتماؤها وهويتها بحق المواطنين أيّاً كان انتماؤهم أو هويتهم، فإننا في الوقت ذاته نطالب الجهة الخاطفة بالإفراج الفوري عن الدكتور أبو النصر وعن كل معتقل بغير وجه قانوني أو شرعي، كما نطالب بتقديم الخاطفين إلى الجهات القضائية المخولة بمعالجة التجاوزات التي تحصل هنا وهناك.


المكتب السياسي الحزب الوطني للعدالة والدستور "وعد"


15/01/2015

السبت، 10 يناير 2015

 بيان صادر عن الحزب الوطني للعدالة والدستور "وعد" بخصوص الاعتداء الإرهابي على جريدة شارلي إيبدو



لقد تابعنا بقلق بالغ أنباء الاعتداء الإرهابي الآثم الذي وقع على صحيفة ( شارلي إيبدو) في العاصمة الفرنسية باريس يوم 7 – 1 – 2015 والذي أدى إلى مقتل (12 – اثني عشر شخصاً) .

إننا إذ ندين هذا العمل الشائن بأقسى عبارات الإدانة ونعدّه عملاً إجراميا إرهابياً آثماً أراد منفذوه والجهات التي وراءهم تأليب الرأي العام الفرنسي والعالمي ضد المسلمين في العالم، ولا نستغرب أن يكون هذا الاعتداء متزامناً مع ثورات الشعوب العربية ضدّ حكامها المستبدّين، لأننا وكما أثبتت الوقائع نؤكد أن الإرهاب والاستبداد هما توءمان لا ينفصلان، إذ طالما سعى الحكام الطغاة لصناعة الجماعات الإرهابية ورعايتها وتمويلها من أجل توظيفها في حربهم على الشعوب المقهورة.

إن التحالف بين الطغيان والاستبداد السياسي بلغ درجة من الانتشار والتمدّد باتت تؤرق العالم أجمع، وهذا ما يدعونا للتأكيد على أن محاربة الإرهاب ينبغي ألا تقتصر على استهداف الخلايا والجماعات الإجرامية فحسب، بل يجب أن تطال الأنظمة الاستبدادية التي تمعن في قتل شعوبها بأشد وأبشع وسائل القتل والدمار، كما تسعى باستمرار إلى تصنيع مختلف الميليشيات والجماعات الإرهابية واستقدامها من الخارج، وفي مقدمة هذه الأنظمة، نظام الأسد في دمشق الذي قتل ما يزيد عن ربع مليون مواطن سوري وشرد واعتقل أضعافهم، كما نؤكد أيضاً أن مقاومة الإرهاب ينبغي ألا تكون على المستوى العسكري فحسب، بل يجب استئصاله فكرياً وسياسياً من خلال مقاومة الاستبداد ومساعدة الشعوب في تقرير مصيرها وحريتها وكرامتها.

إن الحزب الوطني للعدالة والدستور إذ يتقدم بتعازيه إلى الشعب الفرنسي والحكومة الفرنسية وذوي الضحايا جميعا، فإنه في الوقت ذاته يؤكد تأييده ومشاركته لكل القوى والفعاليات العالمية التي تكافح من أجل القضاء على الإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه، وذلك إيماناً من الحزب بقدسية الإنسان وأمنه وكرامته في أي مكان من العالم.



المكتب السياسي - الحزب الوطني للعدالة والدستور "وعد"



09/01/2015
  


الإرهاب
 (وجهة نظر)

تتداعى يوماً بعد يوم العمليات الإرهابية التي تقوم بها الجماعات المتشدّدة، والتي تطال أرواح المدنيين في أماكن شتى من العالم، فبعد الاعتداء الذي وقع على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية في باريس يوم 7 – 1 – 2015، فقد شهد لبنان اعتداء آخر في جبل محسن بطرابلس أودى بحياة تسعة مدنيين بالإضافة إلى العديد من الجرحى. ولعلّه من البديهي جداً أن نشاط التنظيمات الإرهابية في لبنان وسواها لم يكن عديم الصلة بما يجري في بؤرة الصراع، أعني الأرض السورية. ذلك أن الجميع بات يدرك أن استراتيجية نظام الأسد في إدارته لأي صراع داخلي هو تصدير المشكلة إلى الخارج بغية نقل الصراع إلى المستوى الإقليمي والدولي.
وما من أحد يجهل مراهنة نظام الأسد على إيجاد الجماعات والتنظيمات الإرهابية والرهان على قدرتها على خلط الأوراق واختراق الثورة السورية وتشويهها أمام الرأي العام الدولي. وكذلك ما من أحد يجهل الدعم اللوجستي الذي قدمه نظام الأسد لتنظيم داعش وتمدّده على الأراضي السورية، ولكن جوهر المشكلة فيما أعتقد، يكمن في رغبة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوربيين في تجاهل المصادر الحقيقية للإرهاب وتركيز الجهود على تداعياته فقط، ولعل هذه السياسة غير البريئة على الإطلاق تكشف عن زيف الخطاب السياسي الأمريكي وتناقضاته من جهة، كما تكشف عن الرغبة الأمريكية في استمرار العنف والدمار والخراب في منطقة الشرق الأوسط بدوافع تتجاوز المصالح الآنية للأمريكان لتدخل في مجال العداء الإيديولوجي والتاريخي الذي تضمره الذاكرة الغربية عموماً، ولكي لا نُتَهم بالاختباء في نظرية(المؤامرة) وكذلك بعيدا عن الافتراضات المسبقة فإن من حقنا طرح أكثر من تساؤل:
1 – لقد تكررت التصريحات الأمريكية الرسمية التي تفصح أن نظام الأسد هو أحد مصنعي وداعمي الإرهاب في المنطقة، إلا أن أمريكا مازالت مصرّة على استثنائه من أي استهداف عسكري أو سياسي مباشر.
2 – استهداف التحالف الدولي بقيادة أمريكا لتنظيمي داعش وجبهة النصرة تحت شعار مكافحة الإرهاب، واستثناء الميليشيات الإيرانية والعراقية وعناصر حزب الله اللبناني التي لا يخفى إجرامها بحق الشعب السوري.
3 – لم تخفِ إيران دعمها العسكري والسياسي لنظام الأسد، بل لا تخفي أيضاً أن لها جيوشاً تقاتل في سوريا واليمن والعراق ولبنان بهدف الهيمنة الطائفية على المنطقة، وعلى الرغم من ذلك فإن أمريكا تبدأ مرحلة جديدة بالمزيد من التنسيق مع إيران سواء على مستوى الصراع في سوريا والعراق، أو على مستوى الملف النووي الإيراني.

ما يؤكد عليه السورين دوماً، وما يعرفه الأمريكيون والأوربيون معاً، أن تنظيم داعش وجبهة النصرة هما تنظيمان وافدان إلى الأرض السورية ولم ينبثقا من الحراك الشعبي السوري، ولا تتوافق توجهاتهما الإيديولوجية والسياسية مع تطلعات الثورة السورية التي رفعت شعار الحرية والكرامة والديمقراطية، أضف إلى ذلك أن الشعب السوري لم يفوّض داعش ولا جبهة النصرة بالدفاع عن قضاياه وتطلعاته ولم يكن للسوريين أي خيار بوجود هذين التنظيمين على الأرض السورية، بل إن معاناة السوريين من تنظيم داعش لا تقل عن معاناتهم من نظام الأسد على مستوى العنف والإرهاب، فلماذا كلما نُسبتْ عملية إرهابية إلى أحد هذين التنظيمين تنهال التهم وتستيقظ النقمة والأحقاد لتتوجه إلى المسلمين ( السنّة حصرا) بوصفهم البيئة الحاضنة للإرهاب؟؟.ولماذا يتوجب عليهم الاعتذار عن ممارسات هم أولى ضحاياها؟.     
بيان صادر عن الحزب الوطني للعدالة والدستور

بخصوص المبادرة الروسية لاجتماع شخصيات سورية معارضة في موسكو

تتجدّد المساعي الدولية والإقليمية من جديد في سعيٍ يتصف بالضبابية حيناً وعدم الإفصاح المتعمَّد حيناً آخر، نحو العمل لإيجاد حل سياسي للقضية السورية، ولعل أبرز تلك المساعي المسعى الروسي متمثلاً بنائب وزير الخارجية(بوغدانوف) الذي قام بجولة مؤخرا شملت – إضافة إلى نظام الأسد – بعض الدول الإقليمية المؤثرة بالصراع، وفي رأس تلك الدول (مصر) التي شهدت ساحتها نشاطاً ملحوظاً للمعارضة لبعض أطراف المعارضة السورية.
وعلى الرغم من صدور أي موقف رسمي روسي أو مصري يشير إلى تبنّي مبادرة محددة الملامح إزاء القضية السورية، إلا أن العديد من التصريحات الصادرة عن مسؤولين في كلا البلدين، إضافة إلى تسريبات إعلامية أخرى تدل على أن ثمة أفكاراً وتصورات لدى الجانبين الروسي والمصري يتم العمل على بلورتها وطرحها كحل لما يجري في سوريا.
إننا – في الحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد) نتابع بكثب ما يجري على الساحتين الإقليمية والدولية بخصوص القضية السورية، وتأتي هذه المتابعة والاهتمام من قناعتنا التامة بضرورة إيجاد حل سياسي شامل للقضية السورية يضع حداً لمعاناة السوريين ويكفل حقوقهم ويلبي تطلعاتهم، ولكن إزاء تداخل المواقف الدولية من جهة، وعدم بلورة موقف ومفاهيم واضحة للحل من جهة أخرى فإننا نؤكد على ما يلي:
1 – على الرغم من الموقف الروسي المنحاز والداعم لنظام الأسد، إلا أنه لا يمكن تجاهل الدور روسيا في أي مسعى سياسي لحل قضية السوريين وذلك نظرا لموقعها الدولي وتأثيره على منطقة الشرق الأوسط من جهة، وكذلك نظراً لقدرتها في التأثير على النظام وبعض الأطراف الإقليمية من جهة أخرى.
2 – إن طبيعة الدعوة الروسية لشخصيات من المعارضة الروسية بصفتهم الشخصية، وتجاهلها الكيانات الرسمية للمعارضة السورية (الائتلاف) هو أمر يثير الشك والريبة، ويبعث على الاعتقاد بأن هذه الانتقائية تسهم في بعثرة قوى المعارضة السورية وتشتيتها، وكان المفترض أن تتم دعوة الروس لمن يمثل الشعب السوري سياسياً باعتراف معظم دول العالم.
3 – إننا نرحب بأي مسعى يهدف إلى تقريب وجهات النظر والمواقف بين أطراف المعارضة السورية، بل إن هذا الأمر هو أحد الأهداف التي عمل ويعمل الحزب لتحقيقها من خلال التواصل والحوار مع كافة الأحزاب والتيارات والقوى الفاعلة في الثورة السورية، وانطلاقاً من إيماننا العميق بضرورة توحيد الجهود والمواقف وبلورة تصورات موحّدة فإننا لا نرى أن دعوة شخصيات محددة من المعارضة السورية إلى موسكو واستبعاد الآخرين يخدم القضية السورية ويعمل على تجاوز التشتت، بل إننا ندعو إلى مؤتمر وطني سوري لا يستثني أحدا من المعارضة السورية الوطنية ويكون بعيدا عن التأثيرات الخارجية، ويقوم السوريون أنفسهم بالدعوة إلى هذا المؤتمر.
-          4 – ولابدّ من التأكيد على أن أي حل سياسي للقضية السورية يجب أن بلبي تطلعات السوريين ويوازي تضحياتهم دون أي تفريط بالحقوق أو تنازل عن الثوابت، وفي هذا السياق يرى حزب (وعد) أن مبادئ جنيف 1 هي الأسس الأنسب للبناء عليها.
الرحمة لأرواح الشهداء والمجد للثورة السورية العظيمة
الحزب الوطني للعدالة والدستور(وعد )

30 – 12 - 2014
راهن القضية السورية وآفاق الحل السياسي

ما ينبغي تأكيده أولا هو أن ازدياد الرغبة الدولية والإقليمية بضرورة وجود حل سياسي للقضية السورية ما هو إلا نتيجة للوضع المتأزم والمتشعب للواقع السوري من الناحيتين العسكرية والسياسية، ولعل أهم عوامل التأزم تعود إلى ما يلي:
1 – على المستوى الداخلي:
أ – عدم قدرة الطرفين (المعارضة والنظام) على حسم الموقف عسكرياً، الأمر الذي جعل معظم السوريين يتطلع إلى مخرج للأزمة يمكن أن يضع حدا لنزيف الدم السوري ويمكن من خلاله رسم نهاية لمأساة السوريين.
ب – اختراق الجماعات المتطرفة لخارطة الثورة السورية ومحاولتها فرض أجنداتها الخاصة قد أسهم في تغييب الوجه الحقيقي للثورة من جهة، كما أسهم في استنزاف وتبديد طاقات الجيش الحر من جهة أخرى، الأمر الذي جعل اتهام نظام الأسد للثوار بالإرهابيين احتمالاً وارداً بالنسبة للموقف الغربي عموماً.
ج – عدم وجود المرجعيات العسكرية والسياسية الجامعة وتشتت قوى الثورة، وكذلك عدم قدرة الكيانات السياسية الرسمية على توحيد الصفوف إضافة إلى ارتهانها الكلي إقليمياً ودولياً قد أفقد السوريين القدرة على المبادرة الوطنية وجعلهم ينتظرون من الآخر تقرير مصيرهم، بدليل أن كل ما تم طرحه من مبادرات كان السوريون هم الطرف المتلقي فقط.
2 – على المستوى الإقليمي:
ثمة طرفان يتنازعان النفوذ في المنطقة وكلاهما يرمي بأوراقه على المسرح السوري:
أ – إيران: ما من شك في وجود مشروع قومي فارسي تتبناه إيران يحاول بسط نفوذه على المنطقة العربية منذ وصول الخميني إلى السلطة عام 1979 ، وقد كانت الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988 ) إضافة إلى عوامل دولية أخرى، سبباً أساسياً في لجم هذا المشروع وعدم نجاحه عسكرياً، الأمر الذي جعل إيران( ما بعد الخميني)تسعى إلى زرع أذرع لها في المنطقة تستخدمها كوسائل ضغط ومناورة في مواجهة الأطراف الأخرى، وأعني بذلك حزب الله في لبنان، والنظام الطائفي في العراق، كما سعت إلى التنسيق الاستراتيجي مع نظام الأسد الذي يعدّ نفسه جزءاً من المشروع الإيراني بحكم التماهي الطائفي الأسدي مع إيران، علماً أن إيران تتخذ من المذهب الشيعي غطاء إيديولوجياً كضرورة للشحن الديني الطائفي في خدمة مشروعها القومي.
وتأسيساً على ذلك فإن دفاع إيران ودعمها غير المحدود للنظام الأسدي هو دفاع عن مشرعها السياسي الاستراتيجي وليس مجرد دفاع عن حليف لها.

ب – تركيا:
استطاع حزب العدالة والتنمية التركي بعد العام 2003 أن يحدث منعطفاً هاماً في تاريخ تركيا الحديث، وذلك من خلال نجاح الحزب في تحقيق نهضة واضحة المعالم على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، ولا أعتقد أن المشروع الأردوغاني ينتهي بحدود الأراضي التركية بل ثمة طموح لحزب العدالة والتنمية بأن يتجسد مشروعه على المستوى الإقليمي، إذ يعدّ أردوغان نفسه زعيما إسلامياً يتوجب عليه الدفاع عن المسلمين السنة في المنطقة، وما يعزز لديه هذا الإحساس بالمسؤولية هو التوغل الإيراني في المنطقة ونزوعه الواضح نحو الهيمنة والسيطرة على مقدرات المنطقة العربية، وبناء على ذلك فإن الحكومة التركية حرصت منذ وصولها إلى السلطة على إقامة علاقات وطيدة مع سوريا لأنها تعدّ سوريا هي البوابة الأساسية إلى العالم العربي. وحين انطلقت الثورة السورية حاولت تركيا أن تساهم في إيجاد حل إصلاحي يُبقي على حالة الاستقرار في سورية، ولكن مع وصول الأحوال إلى ما وصلت إليه فإن الحكومة التركية لم تخف انحيازها لثورة الشعب السوري لأنها تجد أن مشروعها الإقليمي إنما يتماهى مع تطلعات الشعب السوري وليس مع نزعة الأسد التسلطية، ولكن الرغبة التركية في التغيير السياسي في سوريا واسقاط نظام الأسد تبدو محكومة بعدّة أمور لعلّ أهمها:
1 – تركيا عضو في حلف الشمال الأطلسي، ولا يمكن لها أن تخطوا عسكريا إلا بالتنسيق مع الناتو.
2 – التدخل التركي العسكري المباشر في سوريا ربما يؤدي إلى مواجهة إيرانية تركية، أي الدخول في حرب إقليمية لا يمكن التكهن بنتائجها.
3 – ثمة ما يؤرق الحكومة التركية سياسياً، ولعل أبرز هذه المؤرقات المشكلة الكردية المزمنة وتجلياتها في كل من العراق وسورية وإيران.
4 – التوجس التركي من الاصطدام مع الغرب على المدى البعيد، نظراً للتوجه الإسلامي للمشروع التركي.
3 – الموقف الخليجي:
يمكن الجزم بعدم وجود مشروع استراتيجي وطني لدول الخليج، بل إن مصالحها تتأسس على تحالفاتها مع الغرب الذي يعدّ نفسه وكيلا على منطقة الخليج العربي نظرا لوجود النفط في تلك المنطقة، الأمر الذي أفقد دول الخليج امتلاكها للقرار الوطني وأصبح خيارها مرهونا بيد الأمريكان إلى حد بعيد، ويمكن تحديد ما تتطلع إليه دول الخليج بما يلي:
1 – الرغبة الخليجية بإسقاط نظام الأسد سببها الرغبة في إضعاف إيران، علما أن الخشية الخليجية من ثورات الربيع العربي أمر واضح جداً.
2 – الموقف الخليجي من الثورة السورية مرهون إلى حد بعيد بالموقف الأمريكي.

الموقف الدولي:
إن قيادة أمريكا للموقف الغربي يجعل من مصالحها أولويات أساسية لها الحظ الأوفر من الاهتمام، وخاصة في ظل عدم وجود منافس دولي سوى الجانب الروسي الذي تسعى الولايات المتحدة إلى استيعابه ومحاصرته بدلاً من التصادم معه، وفي ظل تمسّك الروس ودفاعهم عن نظام الأسد (المعقل الأخير للنفوذ الروسي في المنطقة) فإن أوباما يبدو غير عازم على اتخاذ موقف حاسم إزاء النظام السوري خاصة بعد تجريد النظام من مخزونه الكيمياوي، وعلى أية حال يمكين تحديد الأوليات الأمريكية حيال موقفها من الثورة السورية بما يلي:
1 – الرغبة الأمريكية بإسقاط الأسد محفوفة بالمخاوف والقلق على أمن إسرائيل، ذلك أن التخوف الأمريكي الإسرائيلي من حدوث فراغ سياسي في سوريا أمر بالغ الوضوح.
2-محاربة ما تسميه الولايات المتحدة ب (الإرهاب – داعش ومشتقاتها) هي أولوية مقدمة على إسقاط النظام السوري، علماً أن الجانب الأمريكي أسهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تمدّد الجماعات الإرهابية وتغولها في سوريا والعراق، ولكن نعتقد أن أمريكا تريد أن تصبح الأرض السورية والعراقية مغناطيساً يجذب كل نفايات العالم الإرهابية، كما أن أوباما يريد تجنيد السوريين والعراقيين لقتال الجماعات الإرهابية، أي هو يبحث عمن يحارب عن الأمريكان بالوكالة.
واضح إذاً أن غياب الرغبة الأمريكية في إسقاط النظام قد أضفى حالة من اللامبالاة على الموقف العالمي عموماً على الرغم من حجم المأساة وفداحة الموقف الإنساني في سوريا، الأمر الذي يعزز اليقين لدى الجميع بأن المعايير التي تحكم الموقف العالمي إنما تستند إلى منطق المصالح فحسب، وليس إلى أي ثوابت أخلاقية أو إنسانية.
3 – إن مسايرة أوباما لإيران ورغبته في عدم الاصطدام بها بسبب المفاوضات القائمة بينهما حول الملف النووي الإيراني من جهة، وكذلك بسبب التنسيق المعلن وتارة وغير المعلن تارة أخرى بينهما من الناحية الأمنية، يجعل الموقف الأمريكي أكثر تردّدا تجاه الحسم في سوريا.
الموقف الروسي:
غني عن القول أن سوريا تجسد آخر منطقة نفوذ روسية في المنطقة، أضف إلى ذلك أن البنية الأمنية والعسكرية للنظام السوري هي من صنيعة الروس، الأمر الذي يجعل للنظام السوري قيمة رمزية لدى الروس، وهذا ما يجعل روسيا شديدة التمسك والدفاع عن نظام الأسد، ولكن مع انهيار النظام السوري وتآكله شيئاً فشيئاً تحاول روسيا إعادة إنتاجه من جديد في محاولة صعبة للبحث عن حلول سياسية لا تخرج في أغلب الأحيان عن تصورات النظام ومناوراته الخادعة، وانطلاقا من هذا التصور كانت المبادرة الروسية التي ألمح إليها معاون وزير الخارجية الروسي( بوغدانوف ) خلال الأسبوعين الماضيين أثناء زيارته لمنطقة الشرق الأوسط.

آفاق الحل السياسي
نكرر التأكيد على أن قناعة معظم الأطراف السورية والإقليمية والدولية بضرورة إيجاد حل سياسي للقضية السورية إنما ينبع من تشعّب الموقف الدولي والإقليمي وتضارب المصالح الدولية بالدرجة الأولى، الأمر الذي أسهم في تدويل المسألة السورية وتأثرها المباشر بالإرادات الدولية.
وقبل الحديث عن حل سياسي سوري يلبي الحد الأدنى من تطلعات السوريين ويوازي تضحياتهم، من المفيد الوقوف عند أهم المبادرات المطروحة:
مبادرة دي ميستورا
 لعلّ الإلحاح على تأويل مالا يُؤوَّل يؤدي بالمرء أحياناً إلى استنتاجات لا قرائن مادية لها في الواقع المحسوس، وأعني بذلك ما قيل ويقال في المبادرة التي حملها السيد ستيفان دي مستورا مكلّفاً من الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون.
جدير بالذكر أن ميستورا نفسه لم يكشف النقاب عن فحوى هذه المبادرة سوى انه ذكر بأن مبادرته تهدف إلى وقف القتال في مدينة حلب، كما أشار إلى أنه التقى برأس النظام في دمشق وأن بشار الأسد أولى أهمية لما حمله ميستورا ووعد بدراسة هذه المبادرة، في حين أن ممثلين عن القوى العسكرية الموجودة على الأرض في مدينة حلب قرنوا موافقتهم على المبادرة بعدة شروط على رأسها رحيل الأسد من السلطة، وربما صدرت عن ميستورا تصريحات هنا وهناك ولكن أيّاً منها لا يكشف عن جوهر هذه المبادرة من حيث الوسائل والآليات والأهداف.
وإن كان ثمة ما يبنى عليه من تحليلات في هذا الأمر فإنني أرى أنه ينبغي الوقوف عند ما هو واضح وجلي قبل المضي نحو ما هو مضمر ومؤوَّل، لقد كان ميستورا صريحاً للغاية عندما حدّد الأسباب التي دفعته إلى المنطقة، إذ حدّدها بسببين:
  1 -ما يجري في سوريا هو حرب أهلية، وصلت إلى درجة عالية من العنف، وربما بمقدور هذه المبادرة أن تعمل على وقف القتال في بعض الأماكن والبلدات، ولتكن مدينة حلب أولا.
  2 -إن وجود تنظيم داعش في مساحات واسعة من سوريا من شأنه أن يشكل خطراً مشتركاً على النظام وعلى المعارضة معاً، ومن شأن هذا الخطر المشترك أيضاً أن يسهم في تقريب وجهات النظر أو أن يخلق مناخاً ملائماً للتفاوض بين النظام والمعارضة.
ولعلّ انطلاق دي ميستورا من هذين التصورين واعتبارهما حقيقتين واقعيتين من شأنه أن يصطدم بقناعات راسخة لدى الثوار السوريين تفصح عن تباين كبير في تشخيص ما يجري على الأرض السورية، ذلك أن ما يجري في سوريا هو ثورة شعبية ضدّ نظام مستبد وليس حرباً أهلية، وقبول السوريين بمبادرات جزئية أو محلية لا ينسجم مع تطلعاتهم الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للقضية السورية. ثمّ إن الإقرار بتوصيف ميستورا لحقيقة المشكلة السورية لا يضيف إلى ما أراد النظام تعزيزه في قناعة المجتمع الدولي منذ الطور السلمي للثورة، أي منذ الأشهر الأربعة الأولى، على لسان بثينة شعبان، حين أشارت إلى أن سوريا تشهد حرباً أهلية بسبب وجود إرهابيين ودعت المجتمع الدولي للتضامن مع النظام ضد الإرهاب على حدّ قولها. وكذلك اعتبار تنظيم داعش خطراً مشتركاً على النظام والمعارضة بآن معاً هو تصوّر تنقضه الوقائع، بل ما يمكن تأكيده هو أن وجود داعش وتقاطع المصالح بينها وبين نظام الأسد هو ما يشكل خطراً مزدوجاً على المعارضة السورية، فلولا احتلال داعش لمساحات واسعة من المناطق المحررة بالأصل وكذلك استنزافها للجيش الحر من خلال المواجهات الدامية المستمرة لما تمكن نظام الأسد من إحراز أي تقدم عل الأرض، وما أمكن له أيضاً الاقتراب من المشارف الشرقية والشمالية لمدينة حلب.
وواقع الحال، أنْ لا غرابة من ترحيب النظام بهكذا مبادرة، ولو من حيث الشكل فقط، فهي تتيح له على الأقل فرصة لمحاورة المجتمع الدولي، مما يعني إعادة شرعنة النظام، كما تتيح له المزيد من الوقت للاستمرار في ذبح الشعب السوري، كما يمكن أن تكون أيضاً منفذاً لنظام الأسد للالتفاف على مبادئ جنيف 1 – التي يرى فيها الجميع حلا مناسبا للقضية السورية.
ربما لدى السيد دي ميستورا ما لم يقله بعد، ولكن أعتقد أن نظام الأسد قال كل ما لديه، كما أعتقد أن السوريين يدركون تماماً أن نظام الأسد مازال يراهن على أمرين اثنين:
آلة القتل التي بحوزته، وهو بذلك يؤكد على تمسكه بالحل الأمني الذي لا يملك سواه
  شيوع المزيد من التطرف وازدياد العنف ليؤكد للمجتمع الدولي أنه هو الطرف الي يقاوم الإرهاب في سوريا.
والأهم من ذلك كله أن ثقة السوريين بقدرة النظام على أي مبادرة لاجتراح حل سياسي في سوريا هي معدومة تماما، بسبب المجازر المستمرة التي لم تتوقف في كل الظروف، وإذا كان دي ميستورا يعوّل على مبادرته فليبدأ بإقناع الأسد أولاً على وقف القتل والتدمير والإجرام بحق السكان المدنيين، ثم يتحدث بعد ذلك عن حلول سياسية للأزمة.

وجهة نظر نقترحها حول أي حل سياسي في سوريا
من الثابت أن نظام الأسد غير قادر على إنتاج أي حل سياسي يحظى بقبول السوريين، بل أصبح من البديهي تماماً أن النظام لا يملك إلا الحلول الأمنية التي أوصلت سوريا إلى ما هي عليه، كما أنه من الثابت أيضاً أن قدرة النظام على الدفاع عن نفسه أصبحت تتآكل يوماً بعد يوم، كما أن حاضنته الشعبية الطائفية أصبح يشوبها الكثير من التذمر والاستياء وهذا ما جعله يخشى الانقضاض عليه من أقرب أتباعه، أضف إلى ذلك أن الأيام الأخيرة شهدت تراجعاً عسكرياً واضحاً للنظام تمثلت في التقدم الذي أحرزه الثوار في الجنوب السوري ( درعا – القنيطرة ) وكذلك يأس النظام من إحراز أي تقدم في الريف الدمشقي، وكذلك عدم قدرته على إحكام الحصار على مدينة حلب في الأسابيع القليلة الماضية على الرغم من الحملة الشرسة التي شنها على جبهة حندرات وسيفات والجهة الشمالية الشرقية من الريف الحلبي.
كما بات واضحاً أن الجهات الداعمة للنظام بات صبرها ينفد، وهي بكل الأحوال لا يمكنها الدفاع عن آل الأسد إلى الأبد، بل إن مصالحها تدعوها لإيجاد مخرج يحافظ على الحد الأدنى لمصلحتها.
فالجانب الروسي – كطرف أساسي في الصراع – بات الوضع الاقتصادي المتهافت يؤرقه، إضافة إلى العقوبات الاقتصادية التي تلوح بها أمريكا بين الحين والحين، أضف إلى ذلك الأزمة الأوكرانية التي تستنزف روسيا سياسياً واقتصادياً.
وهذا ما يفسر-فيما نعتقد – ترحيب النظام – من حيث الشكل – بمعظم المبادرات دون إعطاء أي توضيحات أو تفسيرات حولها، الأمر الذي يجعلنا نفسر وقوف النظام بشيء من الإيجابية الشكلية حيال ما يطرح من مبادرات بما يلي:
1 – المزيد من كسب الوقت لالتقاط الأنفاس، ومن ثم معاودة العنف حيال الشعب السوري.
2 – رغبة النظام في محاورة المجتمع الدولي، لأن في هذه العملية إعادة شرعنة النظام وعودته إلى مخاطبة المجتمع الدولي.
3 – رغبة النظام في إظهار نفسه على أنه شريك في محاربة الإرهاب، مستغلاً وجود داعش في مساحات كبيرة من المناطق المحررة في سوريا.
4 – الرهان على عدم وجود معارضة عسكرية وسياسية موحدة في سوريا، مما يوحي للعالم بعدم قدرة المعارضة السورية على صياغة مشروع سياسي بديل عن نظام الأسد.
ولهذه الأسباب مجتمعة نرى أن أي مشروع للتفاوض حول إيجاد حل سياسي في سوريا، ومن خلال أي طرح أو مبادرة، سواء أكانت مبادرة ديمستورا أو غيرها، يجب على حزب (وعد) التأكيد على الثوابت التالية:
1 – رفض الحلول الجزئية أو المناطقية ما لم تكن مرتبطة بتصور حل شامل للقضية السورية، ويمكن التفاوض حول أي خطوة شريطة أن تكون مقدمة تتبعها خطوات أخرى في طريق الحل الشامل (مبادرة دي مستورا حول وقف القتال في حلب) مثلا.
2 – ضرورة التمسك بمبادئ جنيف 1 كأساس للحل في سوريا.
3 – بقاء الأسد في السلطة يجب أن يكون مقروناً بتجريده من أي صلاحيات فعلية، أي بقاؤه رمزياً فقط، على أن تكون وزارة الدفاع وأجهزة الأمن بيد الحكومة التي يتم الاتفاق على تشكيلها.
4 – ضرورة اقتران أي اتفاق بضمانات دولية تحت البند السابع.
5 – الحفاظ على الجغرافية السورية، ورفض أي طرح أو مبادرة من شأن أن تفضي إلى تقسيم سورية.
6 – التأكيد على أن وجود الإرهاب في سورية مقترن بوجود نظام الأسد، وأن أي جهد مبذول لمقاومة الجماعات الإرهابية مع بقاء الأسد هو استنزاف لقوى الثورة.
7 – ضرورة وقف العنف من جانب كافة الجهات قبل الشروع بأي عملية تفاوضية، وذلك بمراقبة دولية على وقف القتال.
8 – تحديد جدول زمني ملزم لجميع الأطراف في أي عملية تفاوضية.

حسن النيفي
21 – 12 – 2014