بيان صادر عن المؤتمر العام الأول لحزب النداء الوطني الديمقراطي
(المكتب السياسي لحزب وعد)
لقد كنا نرى في – المكتب السياسي للحزب - أن ثورات الربيع العربي عامة، والثورة السورية خاصة، غنية جداً بكشوفاتها الفكرية والثقافية والسياسية، إلى درجة توجب علينا جميعا إعادة النظر ليس بمنظوماتنا الفكرية والسياسية فحسب، بل بآليات تفكيرنا وعملنا أيضاً، كما أنّ التضحيات العظيمة للشعب السوري توجب على الجميع أن يتجاوز مجمل القناعات وآليات العمل التي ثبت عقمها وباتت تشكّل كابحاً يحول دون مواكبة الواقع الفعلي للثورة السورية.
إلّا أن رؤيتنا هذه كانت تصطدم على الدوام برؤية مباينة، إذ هناك العديد من الشخصيات التي وصلت إلى قيادة الحزب وأمسكت بزمام القرار، وأجهزت على ما أنجزه الحزب خلال عامين، سواء على المستوى التنظيمي، أو على المستوى السياسي، وذلك بسبب امتلاكها رؤية لا ترى في العمل الحزبي سوى لونٍ من ألوان الترف السياسي، أو وسيلة من وسائل الوصول إلى السلطة، فضلاً على إصرارها على عدم مغادرة أبراجها العاجية، وعدم إصغائها إلى نبض الدم والتراب السوري، الأمر الذي أوجب على العديد من أعضاء الحزب سواء في المكتب السياسي أو في غيره من المواقع، أن يتداعوا إلى عقد هذا المؤتمر الذي أكّد فيه الحضور جميعهم على حرصهم في عدم إضاعة الجهود واستهلاك الطاقات في مماحكات حزبية وصراعات بين رغبات وأجندات شخصية بعيدة عن المشروع الوطني، فضلاً عن غزارة الجرح السوري الذي لا يمكن لنا إلّا احترام قدسيته والاستجابة لندائه، فقد قرّر الحضور الانفصال التام عن حزب وعد والعمل تحت مُسمّى جديد هو (حزب النداء الوطني الديمقراطي).
إننا إذ نعلن عن انطلاقة هذا الحزب، فإننا نؤكّد في الوقت ذاته حرصنا الشديد على وحدة عمل قوى الثورة والمعارضة السورية بكل أطيافها واتجاهاتها، وذلك من خلال معايير واضحة، وثابتة تتمحور في الإخلاص للمشروع الوطني السوري الهادف إلى إسقاط نظام الأسد وبناء الدولة المدنية الديمقراطية على أساس مبدأ المواطنة، كما نؤكد حرصنا الشديد أيضاً على أحقّية جميع فئات الشعب السوري (أحزاباً ومنظمات وأفراداً) بالمساهمة الفعّالة في صياغة القرار الوطني، دون إقصاء أو تمييز إيديولوجي أو عرقي أو مذهبي.
عاشت سوريا حرة أبية.....
والمجد والخلود لأرواح الشهداء الأبرار.....
المجلس التنفيذي لحزب النداء الوطني الديمقراطي
18/10/2015