Translate

الجمعة، 7 أبريل 2017

بيان بخصوص الاستهداف الأمريكي لمطار (الشعيرات) العسكري

في خطوة مفاجئة للعالم ومباغتة لنظام الأسد، شنّت الولايات المتحدة الأمريكية صبيحة يوم الجمعة الموافق لـ (7 – 4 – 2017 ) غارة جوية استهدفت من خلالها مطار (الشعيرات) العسكري في محافظة حمص، وجاءت هذه الخطوة الأمريكية موازاة مع الجدل الدائر في أروقة مجلس الأمن حول بلورة موقف دولي حيال الجريمة النكراء التي ارتكبها نظام دمشق يوم (4 – 4 – 2017 ) بحق بلدة (خان شيخون) في محافظة إدلب، مُستهدفاً السكان المدنيين بالسلاح الكيمياوي (غاز السارين) ما أودى بحياة (100) مئة شهيد معظمهم من الأطفال، وكذلك تسبب بإصابة (400)أربعمئة جريح.

إن حزب النداء الوطني الديمقراطي إذ يدرك – كما يدرك معظم السوريين – أن هذا الإجراء العسكري الأمريكي تجاه نظام الأسد لم يأت إلا بعد ست سنوات، قتل نظام الأسد خلالها مئات الآلاف من السوريين وشرد أضعافهم من المهجرين، وأحال البلاد إلى بؤرة للموت والدمار، فضلاً عن عجز المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية عن إجبار نظام دمشق على الانصياع للقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية السورية، كما أننا نعلم – كبقية السوريين – أن من أسباب استمرار آلة القتل الأسدية وعدم وجود رادع لها إنما يعود لغياب إرادة دولية حازمة وخاصة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية لكبح قوات الأسد عن استهداف السوريين بالقتل والدمار، وذلك بسبب تضارب المصالح والأجندات التي تتصارع على الأرض السورية، فضلاً عن كون روسيا وإيران كشريكتين للأسد ومساهمتين بشكل فعلي بكل أشكال الإجرام التي طالت السوريين.

كما يتوجب القول: إن التدخل العسكري الأمريكي في هذا التوقيت، وعلى الرغم من أنه يلبي مصلحة أمريكية تحتاجها إدارة ترامب الجديدة، إلا أنها تتقاطع أيضاً مع مصلحة هامة للسوريين وتتجسّد بردع نظام الأسد عن الاستمرار بقتل شعبه، كما تتجسّد بتعديل –ولو نسبي – في موازين القوى على الأرض، ونعني بذلك إنهاء مرحلة الاستفراد الروسي بالقضية السورية والتحكم بمساراتها السياسية والعسكرية، وبناء على ذلك، فإن حزب النداء يؤيد بقوة أي إجراء عسكري دولي يهدف إلى تجريد بشار الأسد من وسائل البطش التي تفتك بأرواح السوريين، لإدراكنا العميق بأن نظام الأسد لن يكف عن إبادة شعبه ولن ينصاع لأي رادع قانوني أو أخلاقي إلا إذا تم إجباره على ذلك بالقوة، وهذا ما يجعلنا نناشد المجتمع الدولي وبخاصة الدول العظمى أن  تكون هذه الضربة الجوية بداية لتشكيل تحالف دولي يسعى إلى رفع معاناة السوريين من خلال تقويض القدرات العسكرية لنظام الأسد ومنعه من استهداف شعبة، كما يسعى إلى طرد إيران وميليشياتها و كل قوى الإرهاب من الأرض السورية، وذلك بغية العودة إلى العملية السياسية، ولكن عبر مسارها الصحيح الذي يفضي إلى انتقال سياسي وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة، ويضع رأس النظام وجميع أعوانه في الإجرام أمام العدالة والمساءلة القانونية.


حزب النداء الوطني الديمقراطي
08/04/2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق