Translate

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

التدخل الامريكي المحتمل لضرب الدولة الاسلامية في سوريا

وجهة نظر

تشير معظم القرائن السياسية إلى احتمال قيام سلاح الجو الأمريكي بشن غارات على مواقع تنظيم داعش داخل الأرض السورية ، وما يؤكد هذه القرائن هو إجماع معظم المواقف الغربية ( فرنسا بريطانيا )على اعتبار تنظيم داعش هو الأكثر خطورة على أمن المنطقة . وبات واضحاً السعي الأمريكي نحو تجييش حملة عالمية تهدف إلى إشراك كل حلفاء أمريكا في هذه الحملة .ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن تمدّد داعش واستفحال قوتها في المنطقة ، وتحديدا في سوريا والعراق لم يكن أمرا مفاجئاً لأمريكا والغرب عموماً ، بل كانت أمريكا تراقب بدقة كبيرة ما يجري وهي تعلم تماماً أنه ليس بمقدور داعش إحراز هذا التقدم والتمدد العسكري لولا الدعم اللوجستي المباشر وغير المباشر سواء من نظام بشار الأسد أو حكومة المالكي ، فقد سيطرت داعش على الموصل بيوم واحد واستولت على كميات كبيرة من العتاد العسكري الثقيل إضافة على استيلائها على مبالغ مالية طائلة من بنوك المدينة ، أضف إلى ذلك وبشهادة معظم الضباط الذين تكلموا أمام الإعلام أن المالكي أصدر أوامره بانسحاب نحو ( 2500 ) من قواته كانوا مرابطين على الحدود العراقية الأردنية والسعودية كما أمرهم بترك كامل عتادهم . كما أن أوباما كان يعلم تماماً أن طيران النظام السوري يستهدف بالبراميل المتفجرة يوميا المدن السورية ويقضي ضحية ذلك العشرات من المدنيين دون أن يتم استهداف أماكن تواجد داعش ، ولعلّ قيام تنظيم داعش بنقل كميات كبيرة من العتاد العسكري الثقيل الذي تم اغتنامه في الموصل إلى مدينة الرقة السورية وذلك من خلال أرتال كبيرة عبر مسافة (600 )كم من المساحات المكشوفة دون أن تتعرض هذه الأرتال لأي استهداف لهو دليل قاطع على رغبة من النظام وأمريكا معاً بالسماح لداعش بالتمدّد والسيطرة على أماكن شاسعة من سوريا .
ومن الجدير بالذكر أن معظم المواقف الأمريكية في بداية تغلغل داعش في العراق كانت تشير إلى عدم التدخل ، إذ لقد صرّح أوباما أكثر من مرة بأنه لن يتدخل عسكريا وسيكتفي بدعم جيش المالكي بالخبرات والسلاح ، ولكن الموقف الأمريكي قد تغير كما كان متوقعا حين اقترب الخطر الداعشي من إقليم كردستان العراق ، حينها قام الطيران الأمريكي بشن غارات على مواقع داعش كما قامت الإدارة الأمريكية بتزويد الأكراد بسلاح نوعي مكنهم من استرداد سد الموصل .
ما الذي يجعل أوباما يغير موقفه ، ويقرر التدخل في سوريا لضرب داعش ؟
ما من شك أبداً في أن السوريين يدركون تماماً بأن مصدر العدوان الذي يهدد مصيرهم هو النظام الأسدي في الدرجة الأولى ، كما أنهم يدركون تماماً أن تنظيم داعش وما يجسده من خطر على أمنهم وثورتهم إنما سببه النظام الأسدي الذي ساهم في إيجاد داعش وجعلها تتوغل في البلاد ، كما يعلم السوريون أيضاً أن تخاذل الموقف الدولي حيال السوريين وعدم تقديم الدعم الكافي للمعارضة الوطنية المعتدلة قد أسهم في تقوية داعش وتجذر شرها في البلاد . إذاً مالذي سينتج عن التدخل الأمريكي لضرب داعش في سوريا وتركها لنظام الأسد يمعن قتلاً في السوريين ؟
1 لن يسهم التدخل الأمريكي في حل الأزمة السورية طالما أنه يتجاهل جرائم النظام ويهدف معاقبة داعش بعد مقتل صحفي أمريكي على يديها في الأسبوع الماضي ، وستسقط النيران الأمريكية ونيران النظام وداعش فوق رؤوس السوريين .
2 إن ما يدفع أمريكا للتدخل هو المصلحة الأمريكية متجاهلة مصالح الشعب السوري ، ولعلّ اكتفاء الأمريكان بأخذ السلاح الكيمياوي من النظام وتركه يتابع جرائمه بحق السوريين لم يمض عليه وقت بعيد
3- إن استهداف مقرات داعش وأماكن تواجدهم داخل سوريا دون التعرض لنظام الأسد سيزيد من قناعة شريحة واسعة من السوريين بأن أمريكا ليست عدوة للنظام بل لداعش ( الإسلامية ) الأمر الذي يمنح داعش حاضنة شعبية هي في الأصل تفتقدها في سوريا .
ما الذي يريده السوريون ؟
لقد تجسدت مطالب السوريين بمعظم اتجاهاتهم بما يلي :
· مطالبة المجتمع الدولي بنزع الشرعية عن نظام الأسد و محاسبة من تلطخت يداه بدماء السوريين
· دعم المعارضة الوطنية المعتدلة بالمال والسلاح النوعي لتتمكن من الدفاع عن الشعب وإسقاط النظام:
· حماية ال
· سوريين من طيران النظام من خلال إنشاء مناطق حظر جوي . (يفضل دمج مطالب السوريين مع مطالب وعد )
إن الحزب الوطني للعدالة والدستور ( وعد ) يرى :
· إن ما تنوي القيام به أمريكا من تدخل عسكري في سوريا لضرب داعش ليس مطلبا سوريا بل إجراء أمريكي تقتضيه المصلحة الأمريكية وليست مطالب الشعب السوري . ( أقترح حذف هذه الفقرة إذ لا أحد يقوم بعمل ما مالم يحقق مصلحة له , علما ان المصالح تتقاطع احيانا )
· إن ضرب داعش عسكريا وترك النظام يمعن قتلا في السوريين هو استمرار لازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية ,وإطالة لمعاناة الشعب السوري .
· إننا نطالب المجتمع الدولي إن كان جادا في حل الأزمة السورية بنزع الشرعية عن نظام الأسد وإحالة رموز النظام ومن ثبت تورطه في الإجرام إلى المحاكم الجنائية الدولية .
· نطالب المجتمع الدولي بدعم المعارضة السورية الوطنية والمعتدلة بكافة أشكال الدعم بما في ذلك السلاح النوعي وذلك من خلال المؤسسات الرسمية التي تمثل الشعب السوري بغية الخلاص من نظام الأسد .
· إن حزب ( وعد ) يرى أن وجود داعش هو من نتائج تسلط النظام وإمعانه في الإجرام ، كما يرى الحزب أن داعش قد خدمت النظام وأضرت كثيرا بالثورة ، وبالتالي فإن زوالها مرهون بالهدف الأساسي وهو الخلاص من النظام الأسدي .
المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور (وعد)
05/09/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق