Translate

الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

ما الجديد في التنسيق الأمريكي الإيراني؟

وجهة نظر


أثارت التصريحات الأمريكية الأخيرة على أثر قيام الطائرات الإيرانية بقصف مواقع قيل أنها ل (داعش) في محافظة (ديالى) العراقية الكثير من الجدل في الأوساط السياسية إقليمياً ودولياً
ولعل بواعث هذا الجدل ومجمل التساؤلات حول طبيعة العلاقة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في تعاطيهما مع قضايا المنطقة إنما يعود لأمرين:
أولاً: الرفض الأمريكي المعلن لأي شراكة سياسية أو عسكرية مع إيران حول موضوع مواجهة الإرهاب في العراق وسوريا، وكذلك عدم قبول أمريكا (ظاهريا) بالربط بين الملف السوري والمشروع النووي الإيراني.
ثانياً: التناقضات القائمة داخل الموقف الأمريكي ذاته، ففي حين أكد البيت الأبيض عدم وجود أي شكل من أشكال التنسيق العسكري مع إيران في مواجهة داعش، وذلك إثر قيام سلاح الجو الإيراني بتنفيذ ضربات على مواقع تابعة للتنظيم، فإن وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) سرعان ما أبدى ترحيبه بهذه الضربات.
وواقع الحال، ما يراه الكثيرون من غموض أو ارتباك في طبيعة العلاقة بين إيران وأمريكا هو نوع من الاستراتيجية المرسومة والمعتمدة لدى الطرفين، وقد بدأت تظهر ملامحها منذ العام 2003 ، مع بداية الاحتلال الأمريكي للعراق، وقبل ذلك احتلال أمريكا لأفغانستان، إذ لم تخف إيران ذلك في حينه عندما أشار علي أكبر ولايتي وزير خارجية إيران إلى عدم قدرة أمريكا على احتلال العراق وأفغانستان لولا مساعدة إيران، وبالطبع قد تم ذلك لقاء سماح أمريكا بإطلاق يد إيران في العراق، ولعل الجميع بات يدرك أن شؤون العراق منذ الاحتلال وحتى الآن تُدار من طهران التي هي مركز القرار. ويمكن الذهاب أيضا إلى أن التدخل الإيراني في الشأن السوري ودعم نظام الأسد بكافة الأشكال والوسائل هو نوع من التنسيق المسكوت عنه أو غير المعلن بين إيران وأمريكا وذلك بعد التزام إيران بعدم تحريك ذراعها في لبنان (حزب الله) وبذلك لم يعد يؤرق إسرائيل أمنياً.
لقد باتت الولايات المتحدة تدرك أن نفوذ إيران في منطقة الشرق الأوسط أصبح أمراً واقعاً، ذلك أن إيران لا تخفي رغبتها في الهيمنة والتوسع وربما إرضاخ المنطقة بمجملها تحت هيمنتها، فهي تتواجد بقوة في كل من (اليمن – سوريا – لبنان- العراق) كما تدرك الولايات المتحدة أن مقاومتها للتمدّد الإيراني في موازاة مواجهتها لما تسمّيه (التطرف السني) يبدو أمرا في غاية التعقيد، وهذا – ربما – يدعوها لاتباع استراتيجية جديدة حيال إيران، تفضل إدارة أوباما الحالية ألا تكون معلنة، بل يمكن تسميتها باستراتيجية (غضّ الطرف) وذلك حرصاً من الولايات المتحدة على عدم إثارة حساسية حلفائها الدوليين في مواجهة داعش، وكذلك حلفائها الإقليميين وخاصة دول الخليج.

المكتب السياسي للحزب الوطني للعدالة والدستور
02/12/2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق