Translate

الخميس، 17 ديسمبر 2015

بيان صادر عن حزب النداء الوطني الديمقراطي
بخصوص مؤتمر الرياض



انعقد مؤتمر الرياض الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية خلال يومي 9 -10 من الشهر الجاري، وقد شاركت فيه معظم أطياف المعارضة السورية السياسية بالإضافة، إلى فصائل وتشكيلات عسكرية لها ثقلها على الأرض السورية.
                
وعلى الرغم من كل الحيثيات التي زامنت انعقاد المؤتمر كقضايا التمثيل الحقيقي ودور السوريين في اختيار ممثليهم وغياب الرؤية الوطنية الجامعة السابقة للمؤتمر، فضلاً عن الإرادات الإقليمية والدولية ودورها النافذ في اجتماع السوريين وتحديد وتوجيه أولوياتهم، نقول: على الرغم من ذلك كله، فقد واكب المواطنون السوريون بكل اهتمام وقائع المؤتمر، وذلك نظراً لشدّة معاناتهم مما يتعرضون له من قتل ودمار بفعل آلة الإجرام الأسدي وحلفائه الروس والإيرانيين.
                                    
إننا في حزب النداء الوطني الديمقراطي إذ نشاطر جميع السوريين معاناتهم وقلقهم على مستقبل سوريا، فإننا في الوقت ذاته نرى في النتائج التي تمخض عنها لقاء الرياض خطوة في الطريق الصحيح، إذ إن إيجاد رؤية موحدة للمعارضة تستند إلى ثوابت وطنية واضحة وعلى رأسها البدء بمرحلة انتقالية وتشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات بدون الأسد، ووفقاً لمبادئ جنيف1، تُعدّ مقدمة أساسية لأي حل سياسي في سوريا، كما أننا ننظر بمزيد من الاطمئنان إلى المشاركة الفعالة للعديد من الفصائل والتشكيلات العسكرية ذات التوجه الوطني والعاملة على الأرض السورية، وذلك إيماناً منّا بضرورة تلاحم كل الجهود الوطنية (سياسياً وعسكرياً) لصياغة حاضر ومستقبل سوريا، فضلاً عن أن إجماع القوى السورية المعارضة على رؤية موحدة واضحة المعالم وتحت مظلة وطنية جامعة سوف يساهم في نزع الذرائع التي يحاول حلفاء نظام الأسد وكذلك بعض الأطراف الدولية جعلها حجة لاستمرار العدوان على الشعب السوري.
                            
إننا نأمل أن يكون لقاء الرياض قد تقدم خطوة إلى الأمام في نزع تذرّع أعوان النظام وحلفائه بعدم وجود معارضة موحدة تمثل الشعب السوري، كما نأمل أيضاً أن تكون جسور التفاهم والتشارك قد بدأ بناؤها بالفعل بين القوى والمؤسسات السياسية والتشكيلات والفصائل العسكرية الوطنية التي مازالت تتمسك بالمشروع الوطني وتناضل من أجله.
                                  
إلا أننا في الوقت ذاته نؤكد على أن التحدّيات الحقيقية للثورة السورية قد بدأت الآن، وبعد مؤتمر الرياض، ذلك أن أيّ مُنجز للقوى الوطنية السورية إنما يكتسي أهميته من إمكانية تجسيده على الواقع الفعلي وليس المُفترض، وهذا يتطلب المزيد من العمل والإصرار على التمسك بالثوابت التي تم الإجماع عليها.
                          
وبناء على ذلك فإننا نهيب بأي وفد مفاوض باسم الشعب السوري أن يدرك تماماً أن العدوان على الشعب السوري مازال قائماً، وان آلة القتل الروسية والأسدية والإيرانية مازالت تزهق أرواح السوريين كل يوم، وهذا ما يدعونا للتأكيد المستمر على أولوية وقف العدوان على شعبنا وإطلاق سراح المعتقلين وفك الحصار عن البلدات والأحياء والمدن وعودة المهجرين هي أولويات لا بدّ من تحقيقها قبل البدء بأي عملية تفاوضية.
                            
إننا إذ نتطلع بعيون الأمل إلى فجر سوري جديد يكلل ثورتنا المباركة بالنصر، فإننا نتوجه في الوقت ذاته إلى المملكة العربية السعودية بمزيد الشكر والامتنان على ما بذلته وتبذله من جهود لنصرة القضية السورية.
     
                  
عاشت سوريا حرة أبية.....
والمجد والخلود لأرواح الشهداء.....
   
   
            
المكتب السياسي - حزب النداء الوطني الديمقراطي
                     
12- 12- 2015


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق