Translate

الاثنين، 31 أغسطس 2015

بيان صادر عن الحزب الوطني للعدالة والدستور "وعد"
بخصوص مجزرة دوما


لم تكن المجزرة التي ارتكبها نظام الإجرام الأسدي يوم 16 - 8 - 2015، بحق أهلنا في مدينة دوما والتي راح ضحيتها المئات بين شهداء وجرحى، مفارِقةً لماهيّة هذا النظام وطبيعته العدوانية على مدى سنوات تسلّطه في سورية، بل إن تاريخ هذا النظام الغاشم لا يعدو كونه سلسلة من المجازر البشعة بحق شعبنا السوري الأعزل. ومنذ أن خرج السوريون عن صمتهم في آذار 2011 مطالبين بالانعتاق من العبودية والذل، لم يتوانَ نظام الأسد من شنّ حرب إبادة لم يدّخر فيها سلاحاً مدمّراً إلا واستخدمه ضدّ المواطنين المدنيين بما في ذلك الأسلحة المحرّمة دولياً، وذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع. ولكن ما يجعل مأساة السوريين تزداد عمقاً ودموية هو اتساع حجم العدوان وشموليته وفداحة آثاره ووضوح أهدافه، إذ لم يعد السوريون يواجهون نظاماً سفّاحاً قد أدمن القتل والإبادة في سبيل البقاء في السلطة فحسب، بل باتوا يواجهون حلفاً إجرامياً يهدف إلى اجتثاثهم من ديارهم ومدنهم وبلداتهم من خلال إبادتهم بأقذر الوسائل، وذلك للعبث بالجغرافيا الوطنية وتغيير البنية السكانية للبلاد، تجسيداً لسياسة طائفية قد أفصح عنها أصحابها قولاً وعملاً.

إن ثالوث العدوان المتمثل بنظام الأسد والنظام الإيراني وأداته في لبنان حزب الله، والذين يحظون بدعم روسي عسكري ومادي مفتوح، يقوم اليوم بحرب إبادة جماعية على مدن وبلدات الريف الدمشقي بهدف استئصال سكانها الأصليين وإحلال ميليشيات وطوائف تابعة له في هذه المدن والبلدات وذلك لجعل المنطقة كلها ملاذاً لسفاح سوريا، ولجعلها محميّة إيرانية يرتع فيها تجار الدماء ومحترفو الإجرام.

إننا إذ نهيب بشعبنا السوري الأبي للالتفاف حول قواه الثورية التي تتصدّى للعدوان الأسدي الإيراني الروسي بكل بسالة وندعوه للمزيد من توحيد الصفوف والصمود نصرةً لأرواح أهلنا وحرمة وقداسة وطننا، فإننا في الوقت ذاته نطالب المجتمع الدولي بكل قواه وهيئاته ومؤسساته المعنية والفاعلة بإدراك حقيقة ما يجري على الأرض السورية، كما ندعو الجميع إلى اعتبار سورية بلداً محتلاً من جانب إيران، كما ندعو الجميع للوقوف مع الشعب السوري لطرد هذا الاحتلال الغاشم. مؤكدين في الوقت ذاته على أن أي حديث عن حل سياسي في سورية في ظل مجازر الإبادة بات ضرباً من الوهم، بل مساهمة في خذلان الشعب السوري واستهتاراً بدمائه.

كما نتوجه إلى المؤسسات الرسمية للمعارضة السورية وفي مقدمتها الائتلاف الوطني لقوى المعارضة في سورية لنؤكد لهم بالمطلق أن دماء السوريين وأرضهم وأعراضهم لا يمكن أن تكون موضع تجارب لا متناهية لإخفاقاتكم المتتالية في تحقيق أي مُنجز يضع حدّاً لمأساة السوريين من جهة ،ويوازي الحدّ الأدنى من تضحيات شعبنا من جهة أخرى، وإننا إذ ندرك حجم المسؤولية المُلقاة على عاتقكم، ونقدّر حجم المعوّقات، إلا أننا جميعاً - كسوريين - لا يمكننا الركون والاستسلام لأية كوابح مهما بلغت حدّتها، تحول دون قيامنا بواجبنا حيال ما يواجهه أهلنا وبلدنا من دمار وإبادة، فإن لم نكن قادرين على النهوض بمسؤوليتنا، فعلينا أن نكون صادقين في التعبير عن محدودية قدرتنا والاعتذار لشعبنا.

عاشت سورية حرة أبية.....
والمجد والخلود لأرواح الشهداء.....


المكتب السياسي - الحزب الوطني للعدالة والدستور "وعد"


17/08/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق